أصبح الاهتمام الحضارى لحماية البيئة فى الفترة الأخيرة من أهم المجالات التى توليها الحكومات والدول اهتماما كبيرا.. وفى هذا الوقت الذى تشهد مصر فيه فقرا ماليا يثور التساؤل: لماذا لا نستفيد من إعادة استخدام مليارات الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحى بعد معالجتها؟، والإجابة ببساطة تكمن فى استزراع غابات خشبية متنوعة بالصحراء الشرقية والغربية إنقاذا للبيئة من التلوث بمياه الصرف الصحي، وتوفيرا للمياه العذبة واستغلالها اقتصاديا، كما تسهم فى توفير الأخشاب للصناعات المحلية وحل مشكلة البيئة العالمية لمقاومة تغيير المناخ وتعمل كمصدات للرياح وأحزمة خضراء تساعد على امتصاص الكربون وتوفير الأكسجين للمناطق المحاطة بتلك الأشجار. وتمثل الغابات الشجرية 31% من مساحة اليابسة، وفى مصر تعتبر الغابات الطبيعية محدودة الانتشار، وتتركز فى غابات « المانجروف ببعض مناطق ساحل البحر الأحمر.. لقد صار التوسع فى زراعة الغابات ضرورة ملحة، حيث توجد فى مصر 32 غابة شجرية موزعة على محافظات مصر، أكبرها وأقدمها «غابة الأقصر» على 1700 فدان، وغابة سرابيوم الواقعة فى المنطقة الصحراوية جنوبالإسماعيلية خلف محطة معالجة مياه الصرف الصحي، وأصغرها غابة أسيوط «40 فدانا»، وهذا يتطلب تشكيل ما يمكن أن يطلق عليه المجلس الأعلى للغابات والتشجير، لكى تكون له الفاعلية فى استخدام أحدث الأساليب العلمية، بالإضافة إلى التبادل العلمى وتوقيع الاتفاقيات مع دول العالم التى لها خبرات فى هذا المجال الحيوي.. ونأمل فى استنهاض العقول المستنيرة لغرض التنمية. محاسب فوزى بغدادي سموحة الإسكندرية