تضاربت أمس تصريحات المسئولين بالحكومة حول أزمة البنزين, ففي أعقاب اجتماع وزاري عقده الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء أمس لبحث المشروعات المقدمة من شركة أميثال لإنشاء شركة سيناء للأملاح والمعادن بشمال سيناء. نفت فايزة أبوالنجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ما تردد عن أن هناك أزمة في البنزين, فيما أكد المهندس هاني ضاحي رئيس هيئة البترول أن الجنزوري أجري اتصالين هاتفيين لبحث تفاقم المشكلة موضحا أن سببها تأخر وصول ثلاثة مراكب منها مركبان للسولار, وأخري للبنزين بسبب طلب الموردين الأجانب تعزيزات مالية لضمان الحصول علي قيمة المنتجات البترولية مقدما, الأمر الذي يكشف ارتباك حكومي حاد في إدارة الأزمة. وقالت أبوالنجا عقب الاجتماع الذي حضره وزراء البترول والكهرباء والبيئة, إنه تم ضخ كميات كافية من البنزين منذ3 أيام تكفي لمدة10 أيام, وأنه تجري متابعة بعض المحطات المخالفة واغلاق بعضها لمدة3 أشهر, أكد ضاحي أن تأخر وصول المراكب الثلاثة كان السبب في لجوء الهيئة العامة للبترول إلي المخزون الاستراتيجي, والسحب منه بدقة علي قدر الاستهلاك, وعدم طرح كميات زائدة تحدث خللا في المخزون الإستراتيجي. وأكد ضاحي هاني أن هذا السيناريو كان السبب الرئيسي وراء أزمة البنزين, وأضاف أنه قد حدثت انفراجة اليوم. ونفي ضاحي ما بثته وكالة رويترز عن امتناع الموردين الاجانب عن بيع أي منتجات بترولية لمصر, موضحا أن الهيئة قد قامت بسداد9 مليارات دولار من أبريل2011 حتي اليوم, وأن ما يتبقي للموردين مبالغ مالية ضيئلة لا تذكر. وأكد رئيس الهيئة أنه تم إرسال رسالة مشبوهة له يوم29 مايو الماضي من صديق يعمل في السودان, ينذره بحدوث أزمة بترولية في مصر قريبا جدا. وأضاف أنه ستصل يوم5 من الشهر الحالي أول شحنة مازوت مستوردة منذ أكثر من عام, وذلك لحل أزمة الكهرباء, موضحا أنه تم الاتفاق بين الهيئة ووزارة الكهرباء علي امداد الكهرباء يوميا ب17 ألف طن مازوت تمثل85% من إنتاج المازوت المحلي الذي يبلغ20 ألف طن يوميا. وكان المهندس هاني ضاحي قد تقدم أمس بخطة لاستيراد المواد البترولية خلال الشهر الحالي لممتاز السعيد وزير المالية الذي وعد بدوره بتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة خلال هذا الأسبوع. وأكد ضاحي أنه اعتبارا من أمس واليوم وغدا سيتم طرح17 ألف طن بنزين بزيادة20% علي الأيام السابقة, وبالنسبة للسولار يتم طرح40 ألفا و500 طن سولار يوميا, بزيادة4.5 ألف طن علي الأيام الماضية. يأتي ذلك في الوقت الذي استمرت فيه أزمة نقص البنزين لليوم الخامس علي التوالي بمختلف مناطق الجمهورية, وأسفرت الأزمة الحادة عن شلل مروري بمعظم الشوارع الرئيسية في القاهرة الكبري, وذلك علي الرغم من الوعود الحكومية بالقضاء علي الأزمة خلال ال24 ساعة منذ اليوم الأول لبدايتها. وتزايدت معاناة المواطنين الذين اصطفوا بسياراتهم في طوابير طويلة تستمر بالساعات في مناطق مصر الجديدة ومدينة نصر وحدائق القبة والمهندسين والدقي والعجوزة, كما امتدت الأزمة إلي محطات البنزين علي طرق السفر التي أغلق بعضها أمام الجمهور معلنة خلوها من البنزين بجميع أنواعه, في حين رفضت بعض المحطات تفويل السيارات وحددت20 لترا لكل سيارة كحد أقصي في محاولة لإمداد أكبر عدد من السيارات بلترات محدودة من البنزين علي أمل انتهاء الأزمة خلال الساعات المقبلة.