كتاب"الوجود المصرى واليونانى فى عمارة إيران", الصادر من دار نشر ليلى, يُعد الحلقة الثانية من سلسلة أبحاث بدأتها الدكتورة انجى فايد فى فن العمارة القديمة. وهو يتناول الآثار الإيرانية التى يتأكد من خلالها التأثير المصرى الواضح فى العمارة الفارسية عبرالفنون اليونانية والرومانية. وقد استكملت من خلاله الباحثة رحلة الفخر بعظمة مصر التى أثبتتها خلال البحث بإظهار مدى روعة إبداع مصر وشعبها القديم وقدرته الفذة على التاثير فى العالم الخارجى بحضاراته المختلفة رغم وقوعها تحت سيطرة تلك الحضارات سياسياً فى ذلك الوقت, سواء الفرس على مدى مائتي عام او السيطرة اليونانية ثم الرومانية. لقد سعت الباحثة لإثبات انه على الرغم من احتلال الفرس لمصر جغرافيا, إلا أن مصر استطاعت ان تفرض وجودها فى بلاد الفرس من خلال الفن, وبالتحديد فن العمارة. وهو ما نراه جليا فيما تبقى من آثار العمارة الإيرانبة القديمة. فالتكتيك المعماري المتبع فى ربط الأحجار وفى شكل الأعمدة واستخدام الطريق الصاعد وكذلك فى الزخارف المعمارية التى استخدمت عناصر مصرية أصيلة, كقرص الشمس المجنح وزهرة اللوتس الى جانب ظهور معالجات وطرق سرد فنية تشبه لحد كبير الأسلوب الفنى المصرى فى العمارة والنقوش المعمارية البارزة. وجدير بالذكر ان الكاتبة حاصلة على درجة الدكتوراه فى علم الآثار فى الفن المقارن بين حضارتى الشرق الأدنى القديم والإغريق. كما وضعت سياسة التنمية الثقافية لزيادة الوعى الاثرى لمصر للكبار والصغار وذوى الاحتياجات الخاصة على مدى اثنى عشر عاما خلال عملها مدير التنمية الثقافية بالوزارة بالاضافة إلى انها نالت شهادة الترجمة الفورية فى القانون ولغة الاممالمتحدة من الجامعة الامريكية عام 2002 ..ولها العديد من المؤلفات التاريخية والأثرية خاصة بتاريخ المدن المصرية عبر العصور و لديها عدد من المبادرات المنفذة ومسجلة حق ملكيتها الفكرية فى وزارة الثقافة .. كما انها كاتبة مقال فى العديد من الصحف و الدوريات المصرية . ويتميّز هذا الكتاب بعرضه لعلاقة الفرس بمصر واليونان. وسرد إنجى فايد التاريخى يتميز بتناغم مسرحى فى تصوير مشهد الاحداث فى العالم القديم, وكيف كانت السياسات فى ذلك الوقت, وكيف كانت الشخصية المصرية تتعامل مع المستعمر, و اهم الآثار التى خلفتها بلاد فارس ثم التأثيرات المصرية واليونانية التى وقعت عليها فى بحثها.. ومن أهداف هذه الدراسة إبراز التخطيطات المعمارية للمباني فى عمارة بزرجادة وسوسة وبرسبوليس فى الإمبراطورية الفارسية القديمة, إلى جانب دراسة العناصر الزخرفية الفارسية فى مبانى المدن الثلاث مع رصد وتأصيل التأثيرات المصرية التى ظن العديد من علماء الآثار انها يونانية الأصل .. وقد اقتصر الكتاب على فترة زمنية محددة (من 330-550 قبل الميلاد) وهى الحقبة الزمنية التى تربعت فيها الامبراطورية الفارسية الأخمينية .من أجل الوصول الى نتائج علمية سليمة وموثقة. وتم الاعتماد على المصادر الاثرية فى دراسة التطور السياسى والحضارى فى ايران القديمة, الى جانب دراسة نتائج الحفائر العملية المنظمة التى تمت فى المدن الثلاث . يبدأ الكتاب بمقدمة كتبها دكتور زاهى حواس اشاد فيها بجهود الكاتبة فى جمع معلومات تخص هذا الموضوع والتى قامت بتحليلها للوصول الى التأثيرات المصرية اليونانية على بلاد فارس و صمود مصر امام الغزاة وأنها تؤثر ولا تتأثر.. ثم جاءت مقدمة الكتاب والتى تشمل نبذة عن الحدود الجغرافية والتاريخية لبلاد فارس وعلاقتها بمصر واليونان وفيها تتناول نشأة الدولة الفارسية واتساعها فى العالم القديم وإنشائها للمدن الجديدة وخاصة فى مدن بزرجادة وسوسة وبرسبوليس والدور السياسى الذى لعبته المدن الفارسية محل الدراسة . ويشمل الكتاب أربعة فصول خصصت الباحثة ثلاثة منها لدراسة عمارة كل من المدن الثلاث مع التطرق لدراسة المؤثرات المصرية واليونانية فيها ..اما الفصل الرابع فقد خُصص للدراسة التحليلية المقارنة اولا بين خصوصيات كل مدينة فى عمارتها وثانيا بين الاتجاهات المعمارية العامة فى هذه المدن وبين فن العمارة المصرية واليونانية بقواعده الراسخة والمتداولة فى العالم القديم. وتطرق الكتاب الى الوجود المصرى اليونانى فى المدن الثلاث لتنفيذ المنشآت المختلفة من خلال ما ورد فى بعض النقوش الخاصة بها .