محمد نبيل: غريب أمر الإتحاد الإفريقي لكرة القدم, فتشعر بأن مسئولي الإتحاد القاري يتعاملون بمنطق متناقض مع بعضه بعضا,وأحيانا تشعر أن هناك حرصا منهما وتخوف علي مصالح الأندية وتارة أخري تشعر وكأنه لا يبالي بمصيرها ولا يهتم بما قد يتعرض له البعض . ونجدنا الأن نعيش أحدي تلك التجارب بشكل عملي بعد ما تعرض له فريق أنبي من تعنت واضح من مسئولي الكاف وإصرارهم الغريب والغير مبرر بضرورة لعب أنبي للقاء العودة في إياب دور ال16 لبطولة كأس الإتحاد أمام سيركل باماكو في مالي علي الرغم كل ما يتعرض له هذا البلد من أنفلات أمني بعد الأنقلاب العسكري الذي حدث الأيام الماضية وتحديدا منذ انقلاب ال22 مارس الماضي والانقلاب المضاد في بداية مايو الجاري والذي بسببه تم احتجاز بعثة الأهلي بعد مواجهة الملعب المالي في بطولة دوري الأبطال وما تعرض له الفريق من أهوال وخوف شديد بسبب عدم وجود أي عوامل للأمان. وأتفق خبراء الكرة في مصر علي وجود هذا التعنت, وأكد طه إسماعيل قائلا: الأمر يدعو للدهشة والأستغراب لأن مسئولي نفس الإتحاد والقائمين علي إدارة الكرة الإفريقية أصروا قبل أسابيع قليلة علي ضرورة وجود خطاب أمني من النادي الأهلي قبل وصول بعثة فريق البن الأثيوبي في إياب دور ال32 من نفس البطولة وإلا سيتم أعتبار الأهلي منسحبا وتوقيع العقوبات الغليظة عليه, وهو ما جعل الأهلي يتوسل للجهات الأمنية للموافقة علي أستقبال المباراة حتي لا يتعرض للعقوبات. وعلي الرغم من الفارق الكبير بين الحال في مصر والحال في مالي والجميع يعلم ذلك, أن الكاف وقف أمام الفرق المصرية بشكل غريب وتعنت معها كما لو كان يتمني أقصائها من بطولاته في الوقت الذي لم يراعي ما يحدث في مالي وأصر علي إقامة لقاء العودة لأنبي في مالي. ولو أفترضنا أن الكاف تلقي خطاب أمنيا من مسئولي سيركل بتأمين فريق أنبي, فهل لا يملك مسئولي الإتحاد الإفريقي البصيرة الكاملة قبل وضع أنبي في موقف صعب قد لا يحمد عقباه إذا حدث مكروه لا قدر الله من تداعيات الأنقلاب العسكري هناك, وهل مجرد خطاب يكفي للأطمئنان علي سلامة بعثة بأكملها, أم أنه تعنت واضح ومعاملة سيئة ليس أكثر؟ وهناك بعض الأخبار تشير إلي أن الإتحاد الدولي لكرة القدم في طريقه لأتخاذ قرار بنقل مباراة المنتخب الجزائري مع مالي في تصفيات كأس العالم لملعب أخر خارج مالي حفاظا علي أرواح اللاعبين ومراعاة لحالة الأنفلات الذي يعيشه الشارع في مالي, وإن كان هذا القرار لم يصدر رسميا إلا أن الشيء الأكيد أن هناك خطاب خرج من مقر الإتحاد الإفريقي للإتحاد الدولي لمناقشة الأمر ونقل المباراة خارج مالي, بحسب ما أشارت أليه الصحف الجزائرية خلال الأيام الماضية, ولكن خرج الإتحاد المالي لنفي هذه التوقعات أملا أن يتم رفض الفكرة وتقام المباراة في مالي. وما يؤكد أن هناك تعنتا واضحا ضد الفرق المصرية في البطولات الإفريقية أن الإتحاد المالي نفسه ومستشار وزير الرياضة المالي قد توقعا نقل مباراة أنبي مع سيركل وأيضا لقاء الوداد البيضاوي المغربي أمام رويال باماكو في الكونفيدرالية والذي يقام في نفس توقيت لقاء أنبي, إلي دولة أخري قريبة لا سيما بعدما حصل مؤخرا لبعثتي النادي الأهلي ونادي سان شاين النيجيري, حيث احتجز الوفدان لمدة أربعة أيام كاملة من دون مؤنة كافية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية بالإضافة إلي غلق المجال الجوي وهو ما عطل رجوع الفريقين إلي بلادهما. وأمام كل تلك الحقائق والواقع رفض الإتحاد الإفريقي تفسير موقفه هذا مؤكدا فقط أنه يتعامل وفق أليات محددة تخص لوائحه مادام أن الأوراق والأشتراطات موجودة فلابد من عدم وجود أي قرار أستثنائي, مؤكدا أن ما حصل مع أنبي ليس بالأمر الغريب خاصة أن الجهات الأمنية في مالي تعهدت بتأمين البعثة حتي العودة إلي القاهرة.