العلاقات الأمريكية الصينية غير كافية وحدها لحل كل المشكلات العالمية ولكن بدون تعاون الدولتين لا توجد مشكلة قابلة للحل. هكذا وصفت هيلاري كلينتون أهمية العلاقات الثنائية في بداية الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي والاقتصادي في بكين الإسبوع الماضي, في الوقت الذي هرول فيه الدبلوماسيون من الجانبين لإنقاذ هذه العلاقات من المرحلة الحرجة التي دخلتها بالأزمة التي أثارها المنشق الصيني والناشط الحقوقي فاقد البصر شين جوانج شينج. ليست هذه المرة الأولي التي يخاطر فيها منشقون صينيون بإثارة قضايا حرية الرأي بالتزامن مع زيارات المسئولين الأمريكيين, ولكن قضية شين جوانج شينج المعروف بدفاعه عن حقوق الفقراء أثارت تساؤلات عديدة. لعل أولها هو هل تملك الولاياتالمتحدة قوة تفاوضية للتأثير علي قرار صيني محلي خاصة بعد أن أعلنت كلينتون مرارا أن الخلافات حول حقوق الإنسان يجب ألا تعيق تبادل المصالح؟ وكيف يمكن أن تمضي العلاقات في مسار آمن إذا خذلت بكين الأمريكيين ولم تسمح بسفر المنشق الصيني. التساؤل الثاني يتعلق بما إذا كانت الصين لا زالت علي اعتقادها بأن المصالح الاقتصادية مع الولاياتالمتحدة تفوق أي اعتبارات أخري, أم أن قوتها الاقتصادية والعسكرية وازدياد وزنها العالمي يمنحها درجة أعلي من الاستقلالية. التساؤل الثالث يتعلق برؤية القيادة الصينية لكيفية إدارة البلاد بعد انتقال السلطة إلي جيل حزبي جديد في الخريف المقبل. القيادة الجديدة لن تواجه فقط تراجعا محتملا في معدلات النمو, ولكن غضبا متصاعدا في مناطق ريفية تم تهميشها, وقلق حضري من فئات تسعي إلي الحريات وفرض القانون والحد من الفساد. المأزق هنا هو أن فرض سلطة القانون يعني تلقائيا تقليص الامتيازات الحزبية ولكن القيادات لا زالت تعتقد أن بإمكانها تحقيق الهدفين معا. هناك الكثير من القضايا الاستراتيجية الملحة تنتظر خروج العلاقات الثنائية من مرحلتها الحرجة وكل ما فعله المنشق الصيني هو دق ناقوس الخطر. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني