قد تكون لأجهزة الأمن فى مصر أخطاء، ولكن المؤكد أنها ليست وراء مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى لأن الطريقة التى تم بها القتل ووجود آثار تعذيب ثم إلقاء الجثة فى الطريق تتسم بالبلاهة التى لا تتسق مع أسلوب عمل الأجهزة المحترفة. لو أراد الأمن معاقبته على أمر فعله لقام بترحيله إلى بلاده ببساطة أو ألقت القبض عليه وحاكمته إذا كانت الجريمة ترقى لهذا المستوى، ولدينا الكثير من الأمثلة فى السنوات الماضية. الأمر كما نظن مرتبط بجهات معادية قد تكون مرتبطة بأجهزة مخابرات أجنبية تسعى لخلق أزمات لمصر للحد من طموحاتها فى بناء دولة قادرة على التصدى لمخططات تدمير المنطقة. المواجهات المسلحة أثبتت فشلها بعد أن تصدت لها قوات الجيش ببسالة، فكان لابد من البحث عن مدخل آخر لإلحاق الضرر بمصر بخلق أزمات اقتصادية. الطائرة الروسية كانت البداية لحرمان مصر من عائدات السياحة ودق إسفين فى العلاقات بين الدولتين التى شهدت تطورا ملحوظا فى الفترة الأخيرة، ثم جاءت حادثة ريجينى لتلحق أضرارا أخرى مع الشريك الأوروبى الرئيسى الذى تقوم إحدى شركاته بتطوير حقل مصرى كبير للغاز الطبيعى يرى الخبراء أنه سينتشل مصر من عثرتها الاقتصادية خلال سنوات. أتوقع أن تشهد الفترة القادمة محاولات جديدة للإضرار بعلاقات مصر العربية لتكتمل بذلك دوائر الحصار الاقتصادي، كما أتوقع أن تكون قضية ريجينى ورقة ضغط أوروبية لدفع مصر للتراجع عن موقفها المعارض للتدخل الأجنبى فى ليبيا. مصر كانت وستظل دائما بإذن الله الصخرة التى تتحطم عليها أطماع الغزاة، ومرحبا بحياة متقشفة لا نتناول خلالها سوى الخبز والجبن والفول إذا كان ذلك هو ثمن العزة والكرامة والاستقلال. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله