حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن يبعث بأقوى رسالة تتعلق بحرصه على إقامة الدولة المدنية الحريصة على كفالة الحقوق لجميع مواطنيها دون تمييز، وأبرزت القيادة السياسية المصرية بقوة أن عهدا جديدا قد بدأ تحرص فيه الدولة على توفير دور العبادة للمسلمين والمسيحيين دون تفرقة. وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة بناء كنائس ومساجد فى المجتمعات العمرانية الجديدة، التى تقوم بإنشائها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وأبدى الرئيس حرصه على أن يسمع الجميع توجيهاته تلك، وذلك فى أثناء حواره مع اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. وقال الرئيس لرئيس الهيئة «احنا بنعمل فى المدن اللى بنقدمها خدمات متكاملة رياضية ودور عبادة، واحنا هنعمل ده وده». ومن جانبه رد رئيس الهيئة الهندسية قائلا: «بالفعل تم إنشاء كنيسة فى الفرافرة كما أمرت يا أفندم».. وحدثت هذه المناقشة على هامش افتتاح الرئيس السيسى 34 مشروعا قوميا تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أمس الأول، ولم تكن الرسالة الخاصة بالحفاظ على الدولة المدنية العادلة تجاه جميع مواطنيها يستمع إليها كبار رجال الدولة وحدهم بل استمع إليها جميع المصريين الذين تابعوا عملية افتتاح المشروعات. تأتى هذه التوجيهات الصريحة والعلنية لتعكس بوضوح أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحمل على عاتقه مسئولية «حماية الموطنة» بمفهومها الشامل، وأن الأمر يتجاوز التجمل السياسى إلى تكريس حقائق على «الواقع السياسى» المصرى يصعب انكارها، أو الجدل حولها، وذلك بالنظر إلى أنها حقائق ثابتة على أرض الدولة المصرية الجديدة التى يحرص السيسى على تشييدها فى أقصر فترة زمنية. ولعل من الأدلة الجيدة على تجاوب المصريين مع «السياسة الجديدة» هو تراجع حوادث الاحتقان الطائفى فى مصر إلى درجة كبيرة للغاية، فضلا عن تزايد أعداد النواب المسيحيين فى البرلمان الجديد، مما يعكس تجذر مفهوم المواطنة والوحدة الوطنية بعيدا عن الشعارات. لمزيد من مقالات رأى الاهرام