مع تعاظم الأرقام القياسية لضحايا ومصابى الطرق الصحراوية والزراعية والساحلية فى البحيرة نرى أن العديد من المستشفيات التى تقع على هذه الطرق مازالت تعانى قصورا فى الأجهزة الطبية ونقصا فى الدم والأدوية وعجزا فى التخصصات النادرة رغم أن اللحظة قد تكون فارقة فى انقاذ المصابين . فمن يصدق مثلا أن مستشفى وادى النطرون الذى تم انشاؤه عام 1998 وتطويره فى 2010 المنوط به استقبال جميع حالات الطريق الصحراوى القاهرةالاسكندرية تحول الى ترانزيت بعد أن ضرب الاهمال أركانه، حيث يتم نقل أغلب الحالات التى تصل اليه لمستشفيات الاسكندرية .ويؤكد هشام عبدالونيس أحد أبناء وادى النطرون أنه يتم تحويل عدد كبير من المصابين الى مستشفيات أخرى بواسطة سيارات الاسعاف ويموت عدد كبير منهم بسبب طول المسافة قبل أقرب مستشفى لعدم وجود طبيب مرافق بسيارات الاسعاف فى أثناء نقلهم، لافتا الى أن المستشفى به كل الامكانيات والتجهيزات الا انه غير قادر على استيعاب حوادث الصحراوى خاصة الحالات الطارئة والمستعصية لافتقاره الى الاستشاريين الفنيين للعمل والاشراف لضعف الحافز المادى فالحالات التى تحتاج فحوصات متطورة مثل الرنين المغناطيسى والأشعة المقطعية وجراحات الفك من الصعب وجودها بمثل هذه المستشفيات، متسائلا لماذا لا تتوافر فيه الفصائل الكاملة والمختلفة للدم! مطالبا بضرورة تعيين استشاريين فى جميع التخصصات وتشديد الرقابة ومبدأ الثواب والعقاب حتى لا يتساقط الموتى يوميا . ويقول تامر شجاع موظف بالكهرباء رغم تطوير مستشفى أبوحمص المركزى فإنه مازال يعانى من تدنى الخدمة الصحية والعلاجية حيث يفتقر لخدمات الرعاية العاجلة والحرجة والعناية المركزة والطوارئ ولا يصلح لاستقبال المصابين وعلاجهم اضافة لاحتياجات الاستقبال والنقص الحاد فى مستلزمات العمليات الجراحية علما بأن مبنى العمليات بالمستشفى مكون من 4 طوابق ولا يوجد به مصعد، الأمر الذى يمثل خطورة كبيرة على حياة المصاب خاصة فى عمليات الكسور والنزيف الداخلى وغيرها بل وقد يؤدى الى وفاته .ويشير محمود عقيله زيدان عضو الجمعية المركزية الزراعية بالبحيرة الى أن التعامل الطبى مع المصابين فى الحوادث يكون محدودا نسبيا فى مستشفى كفرالدوار العام الذى تم تسلمه فى 2012 بتكلفة 175 مليون جنيه نظرا لنقص الامكانات وعدم وجود بعض التخصصات المهمة ، كما أنه يحدث فى بعض الأحيان نقص كبير فى الدم بسبب إرسال نصف الكمية فقط من بنك الدم بدمنهور، والأمر نفسه يتكرر فى مستشفى ايتاى البارود بالنسبة لمصابى الحوادث حيث يتم تحويل معظمهم الى مستشفى دمنهور التعليمى الذى استنزف امكاناته الطبية فى علاج وانقاذ حالات الحوادث، ليتحول الى مستشفى طوارئ يستفيد منه كل محافظات الوجه البحرى المارة على الطريق مما يتسبب فى ظلم أبناء البحيرة بعد أن شاركهم آخرون فى الخدمة العلاجية المقدمة اليهم بل حصلوا على نصيب الأسد منها دون تعويض أو تدعيم من الدولة للمؤسسات العلاجية ويضيف الدكتور ياسر زايد المشرف العام على مستشفى دمنهور التعليمى أن المستشفى يستقبل الحالات المحولة اليه من المستشفيات المركزية بجانب استقباله حوادث الطرق المختلفة بدائرة المحافظة بصفة يومية وفى حالة زيادة عدد الحالات يتم استدعاء أطقم طبية أخرى اضافة للنبوتجية وخاصة أخصائيى العظام والجراحة أو تخصصات أخرى تحتاجها الحالات القادمة كما أن المستشفى يشهد نوعا من التطوير والتحديث باستمرار فى الأجهزة بالأقسام المختلفة لكنه غير كاف ، مقترحا ضرورة انشاء مركز متكامل للطوارئ بالطريقين الزراعى والصحراوى يكون مستقلا عن المستشفيات ومزودا بأجهزة للجراحة الدقيقة والقلب والصدر والمخ والأعصاب وتكون مهمته تقديم الرعاية العلاجية الفائقة لحالات الحوادث بما يضمن تخفيف الضغط على المستشفيات .وأوضح الدكتور عبدالناصر حميدة مدير عام الطب الوقائى بالبحيرة ان هناك مشاكل داخل بعض المستشفيات خاصة التى تقع على الطرق وأجهزة الصحة تعمل على حلها حيث يتم حاليا تحسين الخدمات الصحية بها واستكمال الخدمات غير المفعلة وغير المتاحة كما يجرى أيضا الانتهاء من مشروع تطوير الحضانات والعناية المركزة والطوارئ وتحويل بعض المستشفيات الى مراكز نموذجية.