علي الرغم من حالة البطالة التي يعاني منها الآلاف من الخريجين كل عام فإن هناك مئات الوظائف شاغرة بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية للشباب المتميزين، هكذا يؤكد السفير اسامة توفيق بدر مساعد وزير الخارجية لشئون معهد الدراسات الدبلوماسية مشيرا إلي أن الخارجية تطرح مسابقة بمعدل ثلاث مرات سنويا لتعيين ملحقين دبلوماسيين تتميز بانعدام المجاملة أو المحسوبية فيها وتجري بمنتهي النزاهة والشفافية, والدليل رسوب أبناء سفراء ووزراء سابقين وحاليين تقدموا للامتحان التحريري والشفهي الذي تعقده الوزارة لاختيار أفضل العناصر من بين المتسابقين.. من بين هؤلاء نجل وزيرة حالية مشهود لها بالكفاءة, مشددا علي أن المجاملة في هذا الامتحان غير واردة تماما. يضيف السفير أسامة توفيق بدر أن اللجنة الممتحنة تضم نخبة متميزة من السفراء, لافتا إلي ضرورة إتقان المتسابق للغة العربية ولغة اجنبية أو اثنتين فضلا عن الثقافة العامة والإلمام بالقضايا الاقتصادية والعلاقات الدولية وايضا حسن المظهر والصفات الشخصية, مشيرا إلي أن المسابقة الاخيرة كان فيها من بين الشباب من يعتقد أن جميع مكاتب الأممالمتحدة مقرها في نيويورك فقط وهو أمر غير صحيح, ومنهم لايعرف أين مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي كان الدكتورمحمد البرادعي رئيسها السابق سببا في شهرتها,أضافة إلي اسئلة أخري في العلاقات العامة والقانون الدولي وعن أسماء الشوارع التي يقيمون فيها وكينونتها مثلا لو اسم الشارع عبد المنعم رياض يكون السؤال هنا عن هذا صاحب الأسم وماذا يعرف عنه, هذه الأسئلة غالبا نستقيها من الاستمارة الخاصة بكل متسابق. أما نظام الدراسة في المعهد الدبلوماسي للملحقين الجدد الذين نجحوا في الامتحان التحريري والشفهي يوضحه السفير الدكتور هشام خليل نائب مساعد وزير الخارجية بأنه يستمر عاما كاملا يتم خلاله إعدادهم دبلوماسيا وتعريفهم بآليات العمل في الوزارة والبعثات الدبلوماسية حيث يقوم بإلقاء المحاضرات فيها سفراء سابقين وحاليين من أصحاب الخبرات ورؤساء القطاعات في التاريخ والعلاقات الدولية وشرح مرتكزات السياسة الخارجية لمصر والتركيز علي الموضوعات التي تنقصهم خاصة ان من بينهم خريجي كليات عملية كالهندسة والصيدلة, كما يتم تنظيم رحلات خارجية لهم وزيارة المنظمات الدولية والإقليمية ووزارات الخارجية في عدد من الدول الأجنبية. محمد الجندى - و - هدى الانجبارى - و - ابرار محمد - و - السفير اسامة توفيق في هذا السياق كان لابد من الحديث مع عدد من الملحقين الدبلوماسيين الدارسين بالمعهد.. سارة صالح آداب فرنسي2007 تطلب من الشباب المذاكرة جيد جدا امتحان كمبيوتر وقدرات والتركيز علي المواد المحددة مؤكدة أن من يجتاز المسابقة التي تنقسم إلي إمتحان تحريري يجري بجامعة القاهرة وآخر شفهي بالوزارة ينجح بمجهوده مشيرة إلي أن الامتحان التحريري ليس فيه محسوبية لأن هناك الكثير من أبناء السفراء الذين رسبوا ولم يجتازوا الامتحان بينما نجح أخرون عاديون. أما الملحق الدبلوماسي أبرار محمود خريجة كلية الصيدلة وتدرس حاليا للحصول علي الماجستير تقول إنها قرأت الإعلان في الأهرام خلال إقامتها في الإمارات مع والديها, وتقدمت للامتحان مثل زملائها حيث عكفت علي إعداد نفسها جيدا واستفادت من الإطلاع علي مجلة السياسة الدولية وقراءة الصحف ومشاهدة نشرات الأخبار و تصفح المعلومات علي الأنترنت, وتنصح الراغبين في الالتحاق بالخارجية بالاهتمام بالقراءة المتنوعة في جميع المجالات والاطلاع علي القضايا المختلفة, مؤكدة أن حجابها لم يمثل لها أي مشكلة مع اللجنة الممتحنة. الملحق محمد الجندي خريج كلية العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية دفعة يناير2011 إلتحق بالخارجية بعد أن اجتاز الامتحان التحريري والشفهي موضحا أنه لم يكن لديه أي تفكير في العمل بالسلك الدبلوماسي خاصة انه يعمل معيدا بالجامعة الأمريكية لكنه شعر بعد ثورة25 يناير بضرورة أن يسهم في صنع التغيير, لافتا إلي أهمية التركيز علي تنوع مصادر المعرفة وعدم التركيز علي قراءة الصحف المصرية فقط إنما يجب أن تمتد للصحف الأجنبية التي تعرض الموضوعات من وجهة نظر أخري وبالتالي يستطيع التعرف علي وجهتي النظر المصرية أو العربية والخارجية نحو القضايا الدولية والإقليمية مستشهدا بالقضية الفلسطينة التي يتعامل معها الإعلام الغربي برؤية تختلف عنها لدي الصحف المصرية. يشدد الجندي علي أهمية إتقان اللغة العربية وعدم الإعتماد فقط علي اللغات الأجنبية وضرورة تنظيم الأفكار في الذهن قبل وضعها علي ورقة الإجابة, كذلك يجب استخدام اللغة لتكون مصدر للمعرفة وليس فقط بغرض ترجمة موضوع في ورقة الأسئلة. كل معلومة لها قيمة يضيف الجندي سواء كانت في مجال الفن او السياسة او الثقافة, كذلك معلومات القانون الدولي العام ومصادره. تستكمل الملحق الدبلوماسي هدي الإنجباوي خريجة كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية جامعة عين شمس التي تدرس للماجستير في العلوم السياسية الكلام قائلة أنها سبق لها العمل عدة سنوات في المجلس القومي للمرأة وتعرفت علي خبرات عديدة في مجال المرأة وحقوق الإنسان مما كان له الأثر في صقل المعرفة لديها مؤكدة أن الإلتحاق بمؤسسة عريقة كالخارجية يستلزم تراكم خبرات والقراءة في مختلف المجالات. أهم نصيحة ترجوها من الشباب الإهتمام بالقراءة والإطلاع في جميع المجالات دون أن يقتصر ذلك علي موضوع معين, علي سبيل المثال الأزمة بين دول حوض النيل باعتبارها قضية تمس الأمن القومي المصري.. لابد أن يكون علي دراية بها, يستطيع ذلك من خلال الضغط علي الكيبورد وسوف يقرأ الكثير عنها وهو جالس امام مكتبه. كذلك يجب أن يكون ملما بالشأن المصري الداخلي والقوي السياسية المختلفة ودوائر الإهتمام المصرية بالخارج وعايش مشاكل بلده فضلا عن أهمية أن يكون علي ثقافة ووعي وتفهم لأراء الآخرين ولديه القدرة علي تقبل الرأي والرأي الآخر وأخيرا الثقة بالنفس والإصرار علي النجاح. يعتقد الملحق الدبلوماسي أحمد عبد الهادي خريج كلية الزراعة والذي سبق له دخول امتحان السلك الدبلوماسي عدة مرات قبل أن يجتاز الامتحان الأخير أن إصراره علي النجاح وثقته بنفسه وخبراته ساهمت بقوة في نجاحه, مضيفا أنه استشعر المسئولية في أن يلتحق بالخارجية باعتبار أن كلية الزراعة اسهمت علي مدي سنوات طويلة في الحياة الثقافية الفنية والسياسية بالعديد من الرموز المصرية التي كان لها دور كبير في إثراء المجتمع مثل د. كمال الجنزوري رئيس الوزراء والفنان عادل إمام وغيرهما, يشدد علي أن عنصر الثقافة مهم جدا وتراكم الخبرات والقراءة في شتي المجالات أمر مهم جدا في تشكيل الوعي الثقافي للدبلوماسي الشاب. ويعتقد عبد الهادي أن ثورة25 يناير ثورة فريدة من نوعها صهرت الشعب المصري بجميع أطيافه في ميدان واحد وأعطت للسياسة الخارجية المصرية زخما وقوة سوف تظهربوضوح في المرحلة القادمة.