استطاعت دار الإفتاء المصرية فى فترة وجيزة خلال الأحداث التى مر بها العالم من قتل وظهور حركات عدائية وإرهابية تدعى الإسلام بل زاد الأمر اتهام المسلمين والإسلام بالإرهابيين الأمر الذى أيقنت له دار الإفتاء المصرية توظيف كل جهودها للدفاع عن الإسلام والمسلمين فى العالم ونشر صحيح الدين من خلال الجولات المكوكية من المفتى ومستشاريه حيث استطاعت الدار أن تنال احترام العالم واعتمادها مرجعية للفتوى من الاتحاد الأوروبي. عقب تزايد أعمال العنف والكراهية الموجهة ضد المسلمين فى الخارج، وتعالى الأصوات اليمينية المتطرفة والمطالبة بمناهضة وجود المسلمين فى المجتمعات الأوروبية والأمريكية، وتعرض الكثير من المساجد والمراكز الإسلامية فى الخارج للاعتداءات العنصرية- أعلنت دار الإفتاء المصرية عن إنشاء مرصد »الإسلاموفوبيا«، والذى يختص برصد ظاهرة »الإسلاموفوبيا« ومعالجتها، وتقديم جميع التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهة هذه الظاهرة، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية فى الخارج. وأوضحت الدار أن الهدف من وراء هذه الخطوة هو مواجهة الظاهرة العنصرية ضد المسلمين وذلك عبر خلق »ذاكرة رصدية« تساهم بشكل كبير وفعال فى اختيار أفضل السبل للتواصل مع الأطراف المختلفة - خاصة فى الأوساط الإعلامية والبحثية، والتواصل مع صناع القرار فى مختلف الكيانات- تواصلا مبنيًا على المعرفة المسبقة والرصد والتحليل لتلك الكيانات ولتوجهاتها، بهدف إنتاج خطاب إعلامى خادم لمصالح المسلمين فى العالم، ودافع نحو مساندتهم على المستويين الرسمى والشعبى لدى الغرب. ولفتت الدار إلى أن المرصد يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية، هي: «الرصد، والدراسة والتحليل، والتنسيق والتواصل الخارجي»، حيث يقوم قسم الرصد بمتابعة جميع الأحداث المتعلقة بالإسلاموفوبيا، من أجل دراستها وتحليل أسبابها عن طريق قسم البحث والتحليل، ليقوم بتقديم توصياته ومقترحاته للمعالجات الأمثل للأحداث والقضايا المطروحة، ليقوم قسم التنسيق والتواصل الخارجى بوضع تلك المقترحات موضع التنفيذ على أرض الواقع، وذلك بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات البحثية والمراكز الإسلامية ذات الصلة فى الخارج، بالإضافة إلى التواصل والتعاون مع كبريات وسائل الإعلام العالمية فى أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. مواجهة أعمال العنف وأوضح الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، أن معالجة مشكلة »الإسلاموفوبيا« تتطلب مخاطبة العالم الخارجى بلغاته وعبر أدواته ووسائله الإعلامية، وهو ما تسعى له الدار من خلال إعداد مخرجات المرصد باللغات المختلفة، والتى تضم اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية كمرحلة أولي، يعقبها إضافة لغات أخرى من خلال فريق من الباحثين والمترجمين المتخصصين فى هذا المجال، واستغلال صفحات التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام العالمية فى نشر رسائل المرصد ورده على حملات الكراهية التى تظهر فى هذه الوسائل والوسائط. من جانبه أكد الدكتور احمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ان الجهود التى تبذلها دار الإفتاء المصرية سواء من خلال الجولات المكوكية فى الدول الأوروبية والمؤتمرات فى الاتحاد الأوروبى او المرصد الذى أنشئت بعدة لغات لتصحيح صورة الإسلام فى الغرب والدفاع عن الهجمة العدائية ضد الإسلام والمسلمين جهد يضاف إلى الجهود التى تبذلها الدار فى الدفاع عن الدين الإسلامى الحنيف وثمن هاشم المرصد الذى يختص برصد ظاهرة »الإسلاموفوبيا« ومعالجتها، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية فى الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين فى الخارج، مؤكدا أن كل عمل ينشر الثقافة الإسلامية الصحيحة هو عمل محمود ومطلوب فى هذه الآونة الحرجة التى يمر بها العالم الإسلامى خاصة بعد زيادة حدة الهجوم على المسلمين والإسلام وإلصاق التهم بهم وخاصة بعد ظهور داعش الإرهابية التى تستخدم الدين كوسيلة للعنف والقتل وهذه منافية لتعاليم الدين الحنيف لقوله تعالى «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ».