متى يختفى العنف الممارس تجاه المرأة بكل أشكاله سواء فى المنزل أو الشارع، خطوات كثيرة تقوم بها الدولة والمجتمع المدنى ولكن دون جدوى ملموسة ربما يرجع هذا لتفاقم المشكلة وإهمالها أو لارتباطها بسلوكيات أفراد وهى الأصعب فى تغييرها، ولكن لاشك أن أهم خطوة فى علاج هذه الظاهرة هى عدم الخوف من الافصاح أو الخجل والاستمرار فى مواجهتها من خلال التوعية المستمرة وتطبيق القانون بصرامة. شفت تحرش مبادرة شفت تحرش من المبادرات التى عملت على الأرض هذا العام وتتطلع للاستمرار فى أنشطتها وفعاليتها لإيجاد مجتمع خال من العنف، من خلال جلسات نقاشية كتلك التى عقدتها بمنطقة «إسطبل عنتر» بالتعاون مع جمعية صحبة خير، التى استهدفت توعية 150 من النساء والفتيات اللاتى يسكن بالمنطقة حول أنماط التحرش وتعريفهن بمراكز الدعم والمساندة القانونية والنفسية، وتشجيعهن على مكافحة العنف، فضلا عن توعيتهن بالآثار السلبية المترتبة على هذه الأنماط من العنف سواء من الناحية الصحية والنفسية. وقد جاءت هذه السلسلة من الندوات والجلسات النقاشية فى إطار حملة «امنع جريمة.. التحرش الجنسى جريمة». منع جريمة كما نظم المتطوعون بالمبادرة من طلبة جامعة عين شمس فاعلية توعية بعنوان «امنع جريمة.. التحرش الجنسى جريمة». وتطالب المبادرة فى العام القادم رؤساء الجامعات المصرية العامة والخاصة أن يحذوا حذو رئيس جامعة عين شمس فى التعاون مع المبادرات العاملة على مناهضة جرائم العنف الجنسي، من أجل إتاحة الفرصة لتوعية الطلبة بمخاطر جرائم العنف وسبل مواجهتها. كما ناشدت وزارة الداخلية بقبول دفعات جديدة من الفتيات بأكاديمية الشرطة حتى يتم سد العجز والفجوة فى اعداد الضابطات القادرات على الحد من انتشار جرائم العنف الجنسي، ولضمان وجود ضابطة بكل قسم شرطة تتلقى البلاغات من المتعرضات للعنف، وتقدم لهن الدعم الأولي. كما أصدرت مبادرة فؤادة watch توصيات تطالب رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة تقصى حقائق يشارك فى تشكيلها وإدارتها ممثلون عن المراكز والمنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان والمرأة للتحقيق فى جميع جرائم العنف التى تعرضت لها النساء سواء مصرية أو غير مصرية فى الفترة بين 25 يناير 2011 ، وحتى 9 يوليو 2014 كما يجب على صناع السياسات ومتخذى القرار بالدولة العمل على تفعيل مواد الدستور، والإمعان بجدية فيما ورد بالمادة (11) من الدستور والعمل على نفاذه، وعلى وزارة التربية والتعليم العمل لتطوير المنظومة التعليمية من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، والحد من انتشار العنف بأماكن التعليم. وتشير عزة سليمان رئيس مركز قضايا المرأة المصرية الى أن نسب التحرش لم تقل بعد صدور القانون، فما زال الشارع المصرى غير آمن، ومازال الختان يمارس رغم وجود قانون يجرم هذا الفعل،. محاربة العنف السياسي وتؤكد سليمان أن العنف السياسى الممارس ضد المرأة مازال مستمرا بدليل فى عدم وجودها بالشكل الملائم فى مراكز اتخاذ القرار على الرغم من قيام ثورتين، وتقول: الأمل فى وصول نسبة السيدات إلى 15% من عدد نواب البرلمان، ونطمح إلى المزيد. وعن الإيجابيات التى تثنى عليها هى وضع استراتيجية من المركز القومى للمرأة لأول مرة، كما أشادت بإنشاء وحدة مناهضة العنف التابعة لوزارة الداخلية، بالإضافة إلى إنشاء وزارة العدل لمكاتب استقبال النساء المعنفات ومساعدتهن قانونيا ونفسيا. وتتمنى أن يشهد العام القادم إنهاء كل أشكال وصورالعنف فى مجتمعنا، كما تتطلع إلى رفع الميزانية المخصصة للنساء فيما يخص التعليم والصحة، كما تتمنى تفعيل سياسات واضحة بناء على الاستراتيجية التى وضعها المجلس القومى للمرأة. ----------------------------------------------------------------------------------------- .. والأرقام لا تكذب صفاء جمال الدين «اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة» كان هذا شعار الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2015 بمناسبة اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة الذى أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى يوم 25نوفمبر من كل عام يوما عالميا للقضاءعلى العنف ضد المرأة.. وأشارت أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية عن معدلات انتشار العنف فى العالم إلى أن 35% من النساء يتعرضن للعنف الجسدى على يد شركائهن أو للعنف الجنسى على يد آخرين.أما أهم المؤشرات وفقا لبيانات المسح السكانى الصحي فى مصر لعام2014 فإن واحدة من كل 4 نساء تتعرض للعنف الجسدى من الزوج، وتشير بيانات المسح أيضا إلى أن أكثر من 30 % من النساء اللاتى سبق لهن الزواج تعرضن بشكل من أشكال العنف الجسدى أو الجنسى أو النفسى على يد أزواجهن، أى أن سيدة من كل 4 سيدات تعرضت للعنف الجسدى على يد الزوج، ويمثل العنف الجسدى أقل أنواع العنف انتشارا. كما بلغت نسبة العنف النفسى حوالى 19%. تدنى مستوى التعليم يجعل النساء أكثر تقبلا للعنف أكثر من ثلث النساء (39,5%) السابق لهن الزواج ولم يكملن المرحلة الابتدائية تعرضن للعنف الجسدى أو النفسى من الزوج مقابل 25% من السيدات اللاتى حصلن على تعليم ثانوى فأعلي، وأيضا حوالى ثلث النساء تعرضن لأحد أنواع العنف على يد الزوج فى الوجه القبلي، فقد بلغت نسبة النساء اللاتى سبق لهن الزواج وتعرضن لعنف جسدى أو جنسى أو نفسى على يد الزوج فى الوجه القبلى 23.4% وهو ما يمثل أعلى مستوى للعنف مقابل 29.1% فى الوجه البحرى وبلغت النسبة فى المحافظات الحضرية 25%بمحافظات الحدود. وأشارت الإحصائيات أيضا الى أن واحدة من كل3 سيدات تعرضت للعنف الجسدى منذ العمر 15 سنة، ونسبة السيدات اللاتى سبق لهن الزواج وتعرضن للعنف الجسدى من أى شخص منذ العمر 15سنة بلغت 35%، ونسبة السيدات اللاتى سبق لهن الزواج فى العمر (20 24) وتعرضن للعنف الجسدى من أى شخص منذ العمر 15سنة بلغت 39.9%. ختان الإناث أما أكثر من نصف السيدات اللاتى سبق لهن الزواج وكن مختتنات قد تم ختانهن بين العمر (7-10) سنة، وحوالى 6من بين كل 10 سيدات يعتقدن أن ممارسة عملية الختان لابد أن تستمر، وحوالى نصف السيدات يعتقدن أن الرجال يفضلون استمرار ممارسة الختان، وتشير بيانات المسح أيضا إلى أن عملية الختان تقل مع ارتفاع كل من المستوى الاقتصادى والاجتماعى للأسرة.