تشكو كثير من الجدات من اضطرابات فى النوم سواء فى وقته أو كميته أو فى نمط النوم الذى اعتدن عليه فى شبابهن، ففى الغرب تعتبر اضطرابات النوم هى السبب الرئيسى فى إدخال كبار السن دور رعاية المسنين، و يرجع د.مجدى دهب أستاذ الأعصاب بطب الأزهر ذلك إلى اختلاف حيوية الجسم وما يتبع ذلك من أمراض عضوية ونفسية، بالإضافة إلى تأثير العقاقير الطبية الكثيرة التى يتناولونها للسيطرة على ضغط الدم المرتفع ومرض السكر والكوليسترول المرتفع وغيرها من المشكلات الصحية الأخرى، فقد أثبتت الدراسات أن حوالى نصف كبار السن يعانون من مشكلات فى النوم، وأن الاكتئاب هو أكثر الأسباب شيوعا للأرق لديهم، فيبدأ الإنسان فى النسيان وعدم التركيز فيما يجرى أمامه، و ربما يطلب الشىء نفسه أكثر من مرة دون أن يتذكر. فعند سن السبعين يقضى الإنسان نسبة قليلة جدا فى المراحل العميقة من النوم تصل عند البعض إلى حوالى الصفر وهو النوم المشبع المريح عقليا ونفسيا. وعادة ما يغفو كبار السن غفوات قصيرة وبصورة متكررة خلال النهار مما يزيد من أرقهم أثناء الليل. والساعة الحيوية الداخلية المسئولة عن دورة النوم واليقظة تكون أقصر من الطبيعى عند كبار السن مما ينتج عنه النوم مبكرا خلال الليل مع الاستيقاظ المبكر أيضا. فالتغيرات السابقة هى نتيجة لعاملين فى الجسم توصل العلم لمعرفتهما. أولها قلة إفراز هرمون الميلاتونين (هرمون النوم) الذى تفرزه الغدة الصنوبرية فى المخ، والثانى أن أسلوب الحياة الذى تتبعه جداتنا والذى يتسم بقلة الحركة والخمول وعدم التعرض لضوء النهار على مدار اليوم يؤثر حتما على جودة النوم، ويجب أن نميز بين الأرق وزيادة النعاس خلال النهار الذى يحتاج إلى تقييم من قبل طبيب مختص لتحديد ما إذا كان اضطراب النوم ناتجا عن نقص فى النوم أو مرض عضوى أو اكتئاب ثم يصف العلاج المناسب لكل مريض بناء على التشخيص السليم للحالة. ويشير د.مجدى إلى ضرورة اتباع بعض النصائح لتنعم جداتنا بالنوم الصحى ومنها ممارسة التمارين الرياضية البسيطة والمناسبة لعمرها وصحتها بصورة منتظمة، والانتظام فى مواعيد النوم والاستيقاظ وبالأخص الاستيقاظ، والتقليل قدر الإمكان من الغفوات النهارية والاكتفاء بغفوة واحدة لا تزيد على نصف ساعة مما يساعدها على النوم الهادئ مساء، ومحاولة التقليل من المنبهات مثل القهوة قدر الإمكان وخاصة وقت المساء وعدم استخدام الحبوب المنومة إلا بعد استشارة الطبيب المختص حيث أن هذه الحبوب لها آثارها الجانبية لدى كبار السن مما قد تزيد من احتمال توقف التنفس أثناء النوم، وأخيرا يجب أن يعتاد الأطفال الحفاظ على الهدوء أثناء نوم الجدات.. فإذا نالت جداتنا قسطا كافيا من النوم ليلا تحسنت مناعتها ومقاومتها للأمراض وابتعدت عنها العصبية والمزاج الحاد وتحسنت ذاكرتها، فالنوم الصحى هو أقوى العوامل للمحافظة على المعلومات التى يقوم المخ بتسجيلها أثناء النهار.