يرضى بأقل القليل من الماء والغذاء، ولكنه يطمع فى الكثير من الضوء والشعاع، يصبر على الحر والصهد ولا يشكو الصقيع والبرد، تحمل ظلم الناس كثيرا.. تركوه وحيدا فى الصحراء ينتظرأن تمطر السماء .. وضعوه فى المقابر.. ليصبح رفيقا للأموات ورمزا للتحمل والبقاء، أهدروا قيمته وتجاهلوا الفوائد الجمة لعصارته فى سوق الطب والدواء وعالم التجميل للوجه الحسن والشعر الطويل والشفاء من الداء. وأخيرا يتحرر «الصبار » من كل قيود الماضى، ليثور على سكنى المقابر ويحتل مكانا متميزا فى حدائق القصور والفيلات، وليطل بقوة ورقة من الشرفات والبلكونات. ثار الصبار أيضا على اللون الواحد، وهاهو تعلو قامته زهور بأروع الألوان بعد أن عرف التطعيم بمثيله الأجنبى ، ولم يعد كذلك رخيصا زهيد الأثمان، بل ارتفع سعرالنبتة الواحدة منه إلى عشرات الجنيهات! والآن حان وقت استرداد العرش والمكانة ولنملأ حياتنا بأى من أشجار القائمة المتنوعة بدءا من صبار «التين الشوكى» وحتى صبار «عمة القاضى» وللهاوى الاختيار بشرط الحذر من الأشواك.