بعيدآ عن الانتخابات البرلمانيه ، والبحث والتنقيب دون جدوى عن أسباب عزوف المواطن المصرى عن الذهاب الى صناديق الاقتراع ، بعد ان تأكد أنه لاجدوى منها، فجأه وبدون مقدمات وبعد ان تسربت سنوات كثيره من العمر وجدتنى أصرخ من داخلى وأقول نفسى أعيش إنسان وأهدأ وأستريح،وأضحك حقيقى، وأنام بجد،وأستمتع بيومى ( واخد بالك من استمتع دى ) وإسأل نفسك بصراحه إمتى آخر مره إستمتعت بيومك . للأسف نحن نلهث كل ساعات اليوم الليل والنهار، وحتى ونحن نيام الكوابيس تطاردنا لأننا لم ننجز ما كنا نرجوه فى يومنا وقائمه المؤجلات للأيام التاليه طويله جدآ، ونحمل على اكتافنا الكثير جدآمن الاحلام التى نسعى لتحقيقها ونكتشف كل يوم اننا لم ننجح فى تحقيق ما يرضينا ، لأننا بكل صراحه لم نرضى الانسان الذى بداخلنا وكل لهاثنا من أجل حلم مادى لن يكتمل أبدآ لأننا بطبيعتنا كبشر نطمح فى المزيد والمزيد والحكمه تقول ( لو ملك الانسان جبلآ من الذهب لود ان يكون لديه آخر ) . للاسف نحن لانستمتع بأحباءنا فى هذا العصر القاسى ورغم وجود عشرات وسائل التواصل والتى تسمى كذبآ ( تواصل إجتماعى ) "فيس بوك " و" ڤايبر " و" واتس آب " وغيرها الا أنك فى الحقيقه عبر هذه الوسائل تعيش وهم الاقتراب والتقارب فلا شئ يعوض الحضن الدافئ بين الابن وامه ، أو بين الاشقاء أو لمه العيله فى المناسبات . نحن نعيش أيامنا وندهس الانسان فى داخلنا بلارحمه ولا نفيق الا لساعات قليله على خبر موت لأخ أو أخت أو قريب واذا لم نفق سريعا من غفوتنا تدهسنا الايام بلارحمه فنحن جميعآ نعيش بين شقى رحى ، ألايام تجرى سريعآ من تحت أقدامنا ، وأحلامنا تدق رؤسنا من فوقنا وبينهما تطحن انسانيتنا ومشاعرنا وقلوبنا وقلوب أمهاتنا الرائعه دومآ . ومن أجمل ما قرأت عن قلوب الأمهات هذه الابيات ل أمير الشعراء أحمد شوقى : أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا ***بنقودة حتى ينال به الضرر قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ***ولك الدراهم والجواهر والدرر فمضى وأغرز خنجرا في صدرها ***والقلب أخرجه وعاد على الأثر لكنه من فرط سرعته هوى*** فتدحرج القلب المقطع إذ عثر ناداه قلب الام وهو معفر ***ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟! فكأن هذا الصوت رغم حنوه ***غضب السماء على الغلام قد انهمر فارتد نحو القلب يغسله بما ***فاضت به عيناه من دمع العبر حزنا وأدرك سوء فعلته التى ***لم يأتها أحد سواه من البشر واستل خنجره ليطعن نفسه طعنا***فيبقى عبرة لمن اعتبر ويقول يا قلب انتقم مني *** ولا تغفر فإن جريمتي لا تغتفر ناداه قلب الام كف يدا ***ولا تذبح فؤادي مرتين على الأثر ربنا يرحمك يا أمى وأشهد ان دعواتها لى هى مصدر كل خير فى حياتى ، وهى التى تحفظنى من كل ما يحيط بى شرور ، وربنا يحفظ كل الامهات . هذه السطور كتبتها وانا فى القطار من القاهره الى طهطا لتلقى واجب العزاء فى شقيقتى التى خطفها الموت فجأه وبدون مقدمات وهى بين زملاءها فى يوم عمل عادى ، فوجدتنى أتأمل أيامى واصرخ وأقول نفسى أعيش إنسان ولو لأيام قليله مما تبقى من العمر . لمزيد من مقالات أشرف صادق