شهد شاطئ القناة أروع البطولات القادمة من زمن الهزيمة التي فتحت أبواب النصر في 73 وأثبتت خلالها القوات المسلحة قدرتها على القتال، وتحدى العدو للدفاع عن أرض الوطن معتمدين على الثقة بالله والإصرار والعزيمة، وذلك من خلال العمليات الفردية والجماعية التي جعلت من تلك البطولات معجزة في التاريخ العسكري المصري والعالمى. لسان التمساح بأوامر شخصية من الزعيم جمال عبد الناصر لمعاقبة الموقع الصهيوني الذي خرجت منه الدانة التى تسببت في استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض يوم 9 مارس من العام نفسه، في أثناء حرب الاستنزاف وتحديدا في 19 أبريل عام 1969، قامت قوات الجيش بتنفيذ عملية "لسان التمساح" البطولية من خلال "المجموعة 39 قتال" بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعى، حيث استطاع أبطال الصاعقة المصرية قتل كل جنود العدو في الموقع ورفع العلم المصرى عليه، والعودة بالعديد من الأسلحة وذخائر العدو دون وقوع أى إصابات كبيرة في صفوف أبطال الصاعقة المصرية. المجموعة 39 قتال أنشئت "المجموعة 39 قتال" عقب نكسة يونيو 67 تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي وتألفت من مزيج من قوات الصاعقة البرية والبحرية، واختار الرفاعي رجاله من المشهود لهم بالكفاءة والشجاعة، حيث كان هو المدرب والمخطط والأخ والصديق لكل جندي مقاتل ولكل ضابط بها، وعرف عنه الصرامة الشديدة أثناء التدريب لأن الخطأ في المعركة ثمنه حياة الفرد ومن معه، بالرغم من عطفه الشديد وحبه لرجاله، فلم يكن الرفاعي يكلف أحدا من رجاله بعمل إلا إذا كان هو شخصياً قادراً علي فعله ويكون أول من يقوم به. عملت "المجموعة 39 قتال" تحت ستار "منظمة سيناء العربية" وهي منظمة من بدو سيناء ومدن القناة من المدنيين الذين تم تدريبهم بواسطة المخابرات المصرية للقيام بأعمال خلف خطوط العدو عقب عملية "لسان التمساح الأولي" عام 1969 رداعلي استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، حيث قاموا ليلة 19 أبريل 1969 وهو الموافق الأربعين من استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بعبور قناة السويس واحتلال موقع المعدية (رقم 6)، الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض وابادوا 44 عنصرا إسرائيليا كانوا داخله، بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي ، وفي هذه العملية النبيلة قامت المجموعة بالاستيلاء علي بعض الأسلحة والذخائر، وإحضار أجهزة هوائية بعد أن ظلوا في الموقع قرابة الساعتين كما قاموا باحضار العلم الإسرائيلي الذن كان موجودا علي الموقع وتم إهداء الرئيس السادات أثناء زيارته للمجموعة "رشاش عوزي" من الغنائم الذي تم الاستيلاء عليه وقتها. جزيرة شدوان شهدت هذه المعركة بطولات من العسير حصرها، من خلال ملحمة شعبية، تقاسم فيها أبناء محافظة البحر الأحمر مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال يوم 22 يناير عام 1970، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذى يتركز فيه الرادار البحري على الجزيرة. حيث قامت القوات الإسرائيلية بهجوم ضخم على الجزيرة جوا وبحرا، كذلك هاجموا مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة هذا الفنار، وكان هناك مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذي يقع جنوب الجزيرة، ورغم اعتراض الطائرات الاسرائيلية جوا و"لنشاتها" بحرا، إلا أن أبناء المحافظة لم يتخلوا عن قواتهم وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة في مراكب الصيد من شاطىء الغردقة إلى جزيرة شدوان. واستمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية الذين خاضوا المعركة ببسالة وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو، بعدها اضطرت القوات الإسرائيلية التي تقدر بكتيبة كاملة من المظليين، للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها من الجزيرة، وفي اليوم التالي للقتال والموافق الجمعة 23 يناير، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان، فى الوقت الذي قامت فيه قواتنا البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة.