فى الوقت الذى كنا نحتفل والعالم الإسلامى بأيام وفريضة الحج ، احتفل مئات الآلاف من الطرق الصوفية بمولد العارف بالله أبو الحسن الشاذلى ب"وقفة عرفات وهمية على جبل حميثرة" تزامنًا مع وقوف الحجاج على عرفات. متوافقة مع الليلة الختامية لإحياء ذكرى وفاة الشيخ مدعين ما أطلقوا عليه ب(الحج الأصغر) الغريب أنهم يطبقون مناسك الحج فى هذا المولد بصعود الجبل في يوم عرفة ويجمعون الحصى لرمى الجمرات ويبدأون الاحتفالات منذ أول ذى الحجة. ، حيث يحج الصوفية كل عام ، فيقفون اعلي جبل حميثرة في يوم عرفات من طلوع الشمس حتي الزوال، تزامنا مع وقوف الحجاج علي عرفات، وتمتلئ هذه الرحلة بالروحانية والصلاة، وتنظيم ساحات الذكر ليلاً رافعين أكف الضراعة إلي الله، ثم يصعدون الجبل "الشهير في الوادي يومياً ويجمعون أكوام الحجارة للعودة ثانية كما يعتقدون، وفي يوم عرفة يكون الجميع فوق جبل حميثرة، ويؤدون نفس الشعائر التى يؤديها حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة. ومسجد أبى الحسن الشاذلى هو قبلة للمتصوفين من جميع أنحاء مصر، فيه يمارس مشايخ الطرق الصوفية شعائر الحج، ويعتبرونه "حجة صغرى"، ويصرون على الالتزام بطقوس يوم عرفات، وينحرون الذبائح، كما لو أنهم في مكة، وتبدأ فعاليات احتفالات "أبو الحسن الشاذلي" بالتوازي مع سفر حجاج بيت الله الحرام إلى مكة لإقامة شعائر الحج، ويقدم مريدو الطرق الصوفية ومحبو الشاذلي من شتى المحافظات خصوصًا الصعيد، ومن عدة دول عربية وإسلامية، ويأتون بسيارات "نصف نقل" محملة بالمئات من رءوس الماشية لذبحها أثناء فعالياتهم، حاملين معهم طعامهم ومياه الشرب، والرايات الخضراء. وتبدأ عادات الزوار بزيارة المقام والصلاة داخل المسجد، ثم صعود جبل حميثرة، والذي يترواح ارتفاعه ما بين 200 إلى 300 متر. ويتجولون في الأسواق نهارا ، ثم يتجمعون ليلاً في مجالس الذكر المنتشرة بمحيط الضريح. حيث تقع في وادي حميثرة قرية صغيرة تسمي "أبو الحسن الشاذلي"، يبلغ سكانها 5 آلاف نسمة وسميت على اسم العارف بالله . قول: إن هذه كارثة دينية وفكرية فى زمننا بعد زيادة الوعى والتعليم فإذا بنا أمام جريمة شارك فيها الجميع لأن استبدال الحج وركن من أركان الإسلام بهذه الخرافات البعيدة عن الدين من خلال موالد الأولياء التى تحمل من الجرائم والخرافات مالا يتخيله أحد عن الانحرافات ، ويكفى أن كثيرا من شيوخ الطرق لا يعرف القراءة والكتابة ، ولا يحفظ من القران شيئا ، ولكنه يرفع شعارا صوفيا يحتمى فيه وبه ، وكانت الدولة العثمانية فى أثناء احتلالها لمصر تشجع هذه الطرق بقوة ليكون الإنسان المصرى فى واد آخر بعيدا عن قضايا بلده ومصلحتها ومجال السياسة فيعيش فى عالم افتراضى وهمى لا علاقة له بالواقع ، فيبقى وأهله فى فقر دائم حالمين بشعار الدين والجنة فى الآخرة ، متواكلين بلا إنتاج بمفهوم أن الله هو الرازق بغير حساب واستفاد الاحتلال الإنجليزى من الفكرة لإحباط وتدمير الدين الإسلامى الذى لا يرضى بالخضوع والجهل ، وتطورت فكرة الإنجليز فى توظيف جاهل جموح وهو حسن البنا مؤسس الإخوان المجرمين لتجعله سلاحا هداما لبلده تحت مفاهيم وهمية عن الدين فاستطاع أن يجتذب ضعاف الذهن ليعيشوا فى عقلية الظلام ، ومن منطق تفجير البيت من الداخل ، وهذا لايعفى دور رجال الدين فى توضيح المفاهيم الإسلامية ..وهاهى النتيجة فى حالتنا هذه أن ابتدع الجهلاء دينا جديدا أوحجا ما أنزل الله به من سلطان ..وأسموه حج الفقراء أو الحج الأصغر .. ونحن فى غيبوبة فالسيد أبو الحسن الشاذلي الزاهد الصوفي إليه تنتسب الطريقة الشاذلية ولد عام 571ه ، وتفقه وتصوف في تونس، وعاش بمدينة (شاذلة) التونسية ونسب إليها، وتوفي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب متوجهًا إلى بيت الله الحرام في أوائل ذي القعدة 656ه.، وكان معتكفا للعبادة وارتقى منازل عالية فى الفكر الصوفى وأقام بالإسكندرية ، وأصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر والعالم ، ووافته المنية في وادي حميثرة غرب مدينة مرسى علم جنوبالبحر الأحمر، فى أثناء مروره للحج.نقول: كان الأولى بمثل هؤلاء الموهومين أن يمتثلوا بشخص الولى الصالح بالكفاح والاجتهاد والتفقه فى الدين الذى يمنع هذه الخرافات التى أضاعت من قدر المسلمين وشوهت صورة ديننا الحنيف أمام الغرب .. لمزيد من مقالات وجيه الصقار