إفريقيا ليست أرض الأحلام ولا أرض الجذور فى هوليوود بل هى مجرد «عقدة ذنب سوداء» لا تريد أمريكا أن تمحوها بل تريد مواصلة تشويهها وإظهار وجهها القبيح. واستكمالا لهذا التصميم الهوليوودي، فإن أفلام إفريقيا تصنع بهذا الشكل من أجل الحصول على استعطاف أكاديمية الفنون والعلوم، من أجل ترشيح هذه الأفلام دائما لنيل جوائز أكاديمية الأوسكار وغيرها من جوائز المهرجانات حول العالم، والسر يكمن فى الصور النمطية والمتكررة التى تعكسها الأفلام الأمريكية. القارة السمراء ليست سوى «نمط» لم يستطع القرن الحادى والعشرون تغييره أو محو ترسبات 4 قرون من بدايات الغزو الأمريكى للقارة القديمة واقتلاع جذور شبابها وأطفالها لتحويلهم إلى عبيد فى العالم الجديد وقتها. إفريقيا، من وجهة نظر صناع السينما الأمريكية، تظل أرض العنف والحروب الأهلية والدم والفقر والأوبئة والديكتاتوريات والإرهاب، أرض العبودية، وفى الوقت نفسه الكنوز المخبأة. هوليوود لم تستطع أن ترى فى إفريقيا سوى جانبها المظلم دائما، وهذا ما ظهر جليا فى الفيلم الأمريكى الجديد «وحوش بلا وطن « Beasts Of No Nation » من كتابة وإخراج كيرى جوجى فوكوناجا. تدور قصة الفيلم عن كيفية تجنيد الأطفال على يد أمير حرب فى دولة متخيلة فى غرب إفريقيا. الفيلم بطولة النجم إدريس ألبا الذى يقوم بدور قائد الميليشا أو أمير الحرب، ويشاركه البطولة الطفل إبراهام عطا الذى يقوم بدور «إجو» الذى يتحول من مجرد طفل إلى قاتل دموي. وعرض الفيلم فى المسابقة الرسمية فى الدورة 72 لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى حيث فاز بجائزة «مارتشيلو ماستروياني». وبمجرد عرضه فى قسم العروض الخاصة بمهرجان تورنتو السينمائى الدولي، أثار الفيلم ضجة كبيرة وتكهنات عديدة حول فوزه بمجموعة من جوائز أوسكار 2016. الفيلم يعتبر أول إنتاج لشركة «نتفليكس» الأمريكية، محرك خدمة البث الحى لإنترنت الفيديو حسب الطلب فى عدد من دول العالم، ومن المقرر عرضه فى دور السينما حول العالم يوم 16 أكتوبر. النقاد يرون أن مشاهد القتل والعنف فى الفيلم مرعبة وصادمة حيث يعكس حياة أمير الحرب الذى يدرب الأطفال على القتل والقسوة، وحياة «أجو» الذى يقتل والده أمام عينيه، ثم يقتل بمنجله شخصا آخر ليصبح فردا فى الميليشيا. وبهذا ينضم «وحوش بلا وطن» إلى سلسلة الأفلام التى تجسد إفريقيا من أصل أفريقى مثل فيلم «12 عاما من العبودية» أو 12 Years a Slaveوالذى تناول مذكرات سولمان نورثاب، والتى كتبت عام 1853، حيث يتحول من شخص حر إلى عبد يحكمه إقطاعى أبيض سادى يقوم بتعذيب السود والتعامل معهم كحيوانات. الفيلم حاز على 3جوائز أوسكار منهم جائزة أحسن ممثلة مساعدة للوبيتا نيونجو، التى قامت بدور الفتاة التى يمارس عليها السيد الأبيض وزوجته كل أنواع السادية والتعذيب. وهناك أيضا فيلم «الماس الأسود» أو Blood Diamond من بطولة ليوناردو دى كابريو وجنيفر كونيللى ودجيمون هونسو وإخراج إدوارد زيويك. تدور أحداث الفيلم خلال فترة الحرب الأهلية فى سيراليون فى الفترة من 1996 إلى 2001 حيث يتم التنقيب عن الماس لتمويل الصراعات التى يستفيد منها أمراء الحرب وشركات الماس حول العالم. ورشح كل من دى كابريو وهونسو لجائزة أفضل ممثل عن دورهما فى الفيلم. أما الحرب الأهلية فى رواندا فقد تناولها فيلم «فندق رواندا» أو Hotel Rwanda من إخراج تيرى جورج وبطولة دون تشيدال وصوفيا أوكويندو. ويتناول الفيلم التوترات بين الهوتو والتوتسي، والتى قادت إلى الحرب بين القبلتين، وحيث أصبحت الرشاوى بين السياسيين روتين حياة. . كما تناولت عدد من الأفلام سياسة التفرقة العنصرية فى جنوب إفريقيا، وفى مقدمتها فيلم «صرخة الحرية» من بطولة دينزل واشنطن وكيفين كلاين من إنتاج عام 1987، وتم تصويره فى زيمبابوى فى ذروة أزمة سياسة الأبارتهايد. وتدور «صرخة الحرية» حول مفاهيم العنصرية والفساد السياسى وتداعيات العنف. هذا إلى جانب فيلم آخر ملوك اسكتلندا « The Last King of Scotland»، والذى يتناول شخصية الجنرال عيدى أمين حاكم أوغندا فى الفترة من 1971 إلى 1979.