أعطى البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إشارة البدء لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ال70 وسط حضور لأكثر من 150 زعيماً من مختلف دول العالم فى تجمع تاريخى لقادة الدول ورؤساء الحكومات فى نيويورك.وقد أشاد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أمس بالمبادرات التي تطلقها الأممالمتحدة لخدمة البشرية وحفظ الأمن والسلم الدوليين. وأكد البابا، في كلمته أمام قمة التنمية المستدامة لما بعد 2015 والتي يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية دور الأممالمتحدة وسكرتيرها العام من أجل صون الكرامة الإنسانية ومساعدة الأشخاص في مناطق الصراعات وحماية مستقبل كوكب الأرض والأجيال القادمة. وانتقد البابا السعى وراء السلطة لأنه يدمر الكرة الأرضية، وقال إن هذا السعى أدى إلى دمار الموارد الطبيعية على الكرة الأرضية على حساب من يعيشون فى فقر مدقع واضاف أن التعطش الأنانى واللانهائى للسطلة والرفاهية المادية يقود إلى اساءة استغلال الموارد الطبيعية المتاحة، واقصاء الضعفاء والبؤساء. ودعا الجميع لاستثمار قدراتهم واحترام الآخرين والعمل في إطار الأسرة والمجتمع الدولي من أجل السلام والعدالة. وقال إنه يصلي من أجل الجميع ودعا الجميع الي أن يصلوا من اجله. ودعا جميع الحاضرين للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح أولئك الذين ضحوا بحياتهم أثناء أدائهم لواجبهم ضمن صفوف العاملين في المنظمة الدولية. وجاءت الكلمة قبل بدء قمة الأممالمتحدة التى تستمر إلى الاثنين المقبل، والتى من المنتظر أن يعتمد فيها زعماء العالم برنامجاً طموحاً للسنوات ال15 المقبلة على صعيد الفقر والصحة والتعليم والبيئة فيما يعرف ببرنامج «التنمية المستدامة». وتحدد وثيقة «أهداف التنمية المستدامة»، التى ستقرها القمة، 17 مهمة يجب تحقيقها خلال السنوات ال15 المقبلة، وتتمثل المهمات الرئيسية فى القضاء على الفقر والجوع وحماية الصحة وتوفير التعليم الجيد. وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى أول سبتمبر الماضى مشروع أجندة التنمية العالمية حتى 2030، بعد أن جرى تحضيرها خلال ثلاث سنوات. وتشمل الأهداف الأخرى إصلاح مرافق المياه والمجاري، وتوفير مصادر الطاقة الآمنة والحديثة، والمساعدة على النمو الاقتصادى المستدام، وتوفير فرص العمل اللائق، وبناء البنى التحتية المتينة، وتخفيض مستوى عدم المساواة داخل الدول وبين الدول، وضمان المساواة بين الجنسين، وتوفير أمن البلدات السكنية، ووضع نماذج فعالة للإنتاج والاستهلاك، واتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة تغير المناخ، وحماية موارد البحر واستخدامها بكفاءة، وإصلاح المنظومات البيئية البرية، والمساعدة على قيام مجتمعات سلمية ومنفتحة، وتعزيز وسائل تحقيق التنمية المستدامة. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بأننا يمكن أن نشعر «بالفخر» لدي التوصل إلى اتفاق حول هذه الوثيقة العالمية. وستحل الوثيقة الجديدة محل «أهداف تنمية الألفية» التى أقرتها الأممالمتحدة فى عام 2000 لمدة 15 عاما والتى حددت 8 مهام بينها إزالة الفقر والجوع وتوفير التعليم الابتدائى وتوفير التعليم وممارسة السياسة للمرأة وتقليص مستوى الوفيات بين الأطفال وتحسين صحة الأمهات ومكافحة فيروس نقص المناعة والملاريا. وأشار تقرير ختامى حول تحقيق «أهداف تنمية الألفية» إلى أن عدد سكان الأرض الذين يعيشون بمستوي دخل لا يتجاوز 125دولارا يومياً انخفض من19 مليارا فى 1990 إلى 836 مليوناً فى عام 2015، وأشار إلى إنقاذ أكثر من 6 ملايين شخص من المصابين بالملاريا. كما سمح تحقيق الخطة العالمية بتخفيض مستوى الوفيات الناجمة عن مرض السل بمقدار 45% وتوفير التعليم ل43 مليون طفل. وتهيمن أزمة اللاجئين من دول النزاعات فى الشرق الأوسط على أجندة اجتماعات القادة والزعماء على هامش الجمعية العامة، مما جعل المراقبين يبدون خشيتهم أن تضيع الأهداف الرئيسية للقمة الخاصة بالتنمية المستدامة فى دوامة النقاش «المحتدم» حول آليات معالجة أزمة اللاجئين السوريين ، وسط انتقادات لفشل المنظمة الدولية فى حل النزاع. ومع بدء زعماء دول العالم فى إلقاء خطاباتهم القصيرة على منبر الأممالمتحدة، تركزت الأضواء على الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين. وكان البيت الأبيض أعلن أمس أن الرئيس الأمريكى وافق على لقاء نظيره الروسى «بعد طلبات متكررة»، وهو أول اجتماع رسمى بين أوباما وبوتين منذ لقائهما غير الرسمى على هامش قمة الثمانية فى أيرلندا الشمالية فى يونيو 2013. ورافق الاعلان عن الاجتماع سلسلة من الانتقادات من جانب البيت الأبيض لبوتين تسلط الضوء على انعدام الثقة بين البلدين. ويتناقض القرار بعقد اللقاء مع سياسة الولاياتالمتحدة التى قامت على معاقبة بوتين على دوره فى النزاع فى أوكرانيا والتى أدت إلى فرض عقوبات دولية خانقة على الاقتصاد الروسي. وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست بأن «أوباما اتخذ بالفعل قراراً بأن الأمر يستحق فى هذه المرحلة عقد لقاء وجهاً لوجه مع بوتين لنرى ما إذا كان ذلك يحقق تقدماً على صعيد المصالح الأمريكية». وقال مسئول أمريكى إن أوباما قرر أنه سيكون «من غير المسئول ألا نختبر» ما إذا كانت روسيا مستعدة للتعاون أم لا، ولعب دور بناء أكثر فى المرحلة المقبلة. ومع أن أوباما لن يبدى «عداء ظاهراً» خلال اللقاء، فإن المتحدث باسم البيت الأبيض وصف روسيا بأنها قوة اقليمية ذات اقتصاد أصغر بقليل من اقتصاد إسبانيا، وهى تعليقات من شأنها أن تثير غضب بوتين والكرملين، كما تساءل المتحدث حول ما إذا كان إعلان موسكو السريع للقاء دليل على أنها «أكثر تلهفا»، قائلاً : «من المنصف القول بعد الطلبات المتكررة من قبل الروس انهم مهتمون بشكل خاص بإجراء حوار مع أوباما». وتلا الإعلان عن الاجتماع بين بوتين وأوباما، بيانات متناقضة من موسكو وواشنطن حول ما سيركز عليه الاجتماع. فقد صرح المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف بأنه «من الطبيعى أن الموضوع الأبرز سيكون سوريا»، مضيفاً أن اللقاء سيستغرق ساعة تقريباً، مشيراً إلى أن الرئيسين سيتناولان النزاع فى أوكرانيا «إذا تبقى متسع من الوقت». من جهته، أشار البيت الأبيض إلى أن المحادثات ستركز على أوكرانيا والتزام روسيا سحب قواتها من القسم الشرقى من البلاد، وأوضح المتحدث الأمريكى أن «أوباما كان واضحاً عندما أبدى استعداداً لرفع العقوبات حين تصبح روسيا مستعدة للالتزام بتطبيق اتفاقات مينسك» للسلام التى بقيت حبراً على ورق.