الرجل العربى لايعرف ان يكون صديقا لأى أمرأة حتى لو كانت اخته ، لأنه لم يدرب ويربى سوى على أن يكون رقيبا عليها ثم حاكما ثم جلادا .. يا ناس والله العظيم الصداقة شىء طيب ومفيد جدا ، وبها مميزات أكبر بكثير من الحب الزائل الذى غالبا تكون نهايته مأساوية . الشاعرة الكويتية الرقيقة سعاد الصباح كتبت للمطربة الجميلة ماجدة الرومى كلمات أغنيتها الموجعة " كن صديقى " ورصدت فيها حالة " الزهق " التى تعيشها أى أمرأة ، أكل الحب على قلبها وشرب كما يقول المثل الشعبى القديم ، حتى أوصلها تعب قلبها لأن تطلب من الرجل أن يكون تواجده بجوارها للصداقة فقط . وقد يسأل أحدنا : لماذا إذن لا تستغنى المرأة عن الرجل إذا كان قد أتعبها كل هذا التعب ؟! أنا أقول لكم الحقيقة التى قد لا تسمعوها من أى أمرأة .. الله خلق هذا الكون بنظام محكم ، ولم يخلق فيه شيئا صدفة أو بغير ضرورة ، وثانى خلقه بعد آدم كانت حواء ، التى أستيقظ من نومه فوجدها بجواره ، وعندما تركها وسار فى طرقات الجنة كانت تسير خلفه ، ولما سألها لماذا تتبعه ؟ أجابته بكل براءة بأنها لا تعرف، لكنها فقط تتبعه !! فهكذا خلقها الله وفطرها على تكون بجوار آدم . أما بنات حواء جميعا اللائي جئن من بعدها ، وأتقن لغة الكلام والتعبير عما بداخلهن ، وأنا منهن ، أستطيع بكل بساطة أن أقول لكم سبب عدم قدرة المرأة على البعد عن الرجل ، وهو أن المرأة وهى طفلة " تطمئن " فى حضن أبيها ، وتشعر " بالألفة " وهى تلعب مع أخيها ، و" تطير " فرحا وهى شابة لسعادتها بوجودها فى قلب حبيبها ، وإذا تزوجت رجلا بمعنى الكلمة تشعر بأنها "ملكة متوجة " فى بيتها ، وإذا أنجبت طفلا مهما كان مزعجا فهى تشعر بقمة " الحنان والرحمة " وهى تضمه فى حضنها وكل تلك المشاعر الراقية الجميلة لن تكتمل سوى بوجود الرجل فى جميع مراحل حياته وحياة المرأة . لكن فى عصرنا هذا تكاد أى فتاة يقول لها شاب كلمة "أحبك" أن تسأله بعدها : ومتى موعد الألم ؟! لهذا تقول ماجدة الرومى فى أغنيتها المعبرة : كن صديقى ، أنا محتاجة جدا لميناء سلام وأنا متعبة من قصص الحب وأخبار الغرام فهكذا وببساطة شديدة ، لخصت أوجاع المرأة [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل