فجرت ثورات الربيع العربي مشكلة قديمة في الخليج, وأحالتها إلي أزمة يجب البحث في حل أو تسوية لها.. إنها مشكلة البدون وهم فئة من سكان دول: الكويت, الإمارات, قطر, البحرين والسعودية. ويبلغ عددهم نصف مليون نسمة بدون جنسية, يخفي معظمهم جنسيته الأصلية أملا في الحصول علي جنسية هذه الدول, ويرجع جزء منهم في اصوله الي البدو الرحل بينما سكن الجزء الآخر منهم دول الخليج بعد اكتشاف النفط, وينحدر معظمهم من ايران والدول الآسيوية بعد أن تسللوا باللنشات الي السواحل الخليجية خفية: وهم محرمون من حقوق: المواطنة والتعليم والعلاج والعمل بالحكومة والتملك والتنقل والسفر وقيادة السيارات واستخراج وثائق الميلاد والوفاة والزواج والطلاق. وتباينت المواقف تجاه البحث في حلول مرضية لأصحاب تلك المشكلة, حيث تم تجنيس اعداد منهم لتقديمهم خدمات جليلة, بينما تقدمت ثلاث دول خليجية لدي حكومة جزر القمر لمنحها الجنسية القمرية لأربع آلاف بدون جنسية, مقابل مائة مليون دولار, إلا أن البرلمان القمري رفض عام 2008 تلك الصفقة, وهناك من ينصف البدون ويصف حالتهم بأنها اعدام مدني في الوقت الذي يعارض معظم المسئولين والمواطنين الخليجيين حل تلك المشكلة علي حساب التركيبة السكانية والاقتصادية والاجتماعية لدولهم..وقد شجع اندلاع ثورات الربيع العربي هؤلاء البدون في الكويت علي الخروج في مظاهرات مطالبين بحقوقهم اسوة بحاملي الجنسية الكويتية, رافعين شعار: سلمية سلمية.. البدون يريدون الحصول علي الجنسية وتضامن معهم العديد من النشطاء الكويتيين البارزين وبعض القوي الشعبية والسياسية التي رفضت فض هذه المظاهرات باستخدام القوة والعنف.
واستطيع القول إن تجدد مظاهرات البدون في الكويت وسط الاهتمام المحلي والدولي بقضايا حقوق الانسان سوف ينقل ربيع البدون الكويتي الي الدول الخليجية الأخري في ظل ثورات الربيع العربي, إلا أن سقف مطالب البدون قد بلغ حد التطرف في الرسالة التي بعث بها محمد العنزي رئيس حركة الكويتيين البدون الي بان كيمون أمين عام الأممالمتحدة وطالبه فيها بإقامة دولة للبدون في المنطقة المحايدة الغنية بالنفط والواقعة بين الكويت والعراق والسعودية وتوصيل فرع من نهر الفرات إليها. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين