على شاطئ الحياة يقف ثلاثة من كبار المفكرين فى العالم: الكاتبة الكندية نعومى كلاين والروائية الهندية أندروياتى روى والباحث البريطانى جورج مونبيو ؛ وعلى الشاطئ المضاد تقف الرأسمالية الشرسة بترسانتها النووية ومصانعها الضخمة ومواصلاتها المتعددة بما تنتجه من تسريبات غازية تغير المناخ وتدمر البيئة ! فكتابات نعومى كلاين التى تسجل أرقاما قياسية فى التوزيع مثل كتابيها الشهيرين : أولهما NO LOGO » لا للإحتكارات « والثاني SHOCK DOCTRINE عن «الرأسمالية الكارثية و الشرسة » تكشف للشباب جرائم النظام الرأسمالى : من استغلال وحروب وبطالة وتخلف ؛ أما كتابها الجديد « THIS CHANGES EVERYTHING...CAPITALISM vs. THE CLIMATE او «هذا يغير كل شئ : الرأسمالية ضد المناخ » إن الرأسمالية فى حد ذاتها كارثة لأنها تعيش على الاستغلال وعدم المساواة وصناعة التدمير والحروب والبطالة : إنها ببساطة ضد الحياة . ولكن كارثة الكوارث هى ما تصنعه بالمناخ وما تدمر به البيئة ! إن نعومى كلاين بكتابها الجديد تلقى الضوء ، وتكشف علاقة التغيير الخطير فى المناخ وتدمير البيئة بعدم المساواة بين البشر ... وتعترف نعومى كلاين بأنها ولفترة طويلة أنكرت ما يحدث فى العالم ، ولم تدرك ارتباط تغير المناخ وتدمير البيئة وعلاقته بعدم المساواة بين البشر . فالمساواة بين البشر وإسعادهم ، وحماية البيئة وإستقرار المناخ .. سوف يُحد من طموح وجشع القلة التى تملك وتتمتع بكل شئ .. وتزداد شراهتها وجشعها يوما بعد يوم وتستطيع تحقيق أطماعها بما تسيطر به على الاقتصاد والسياسة والإعلام : ومع ظهور العولمة فى أواخر القرن الماضى .. فقد ارتفعت التسريبات الغازية من الصناعة والمواصلات بنسبة 1%، وبدخول الصين عالم المنافسة الرأسمالية إرتفعت إلى 3-4% سنويا ! وإذا إستمرت الأوضاع على ماهى عليه اليوم من خروج التسريبات الغازية بهذه النسب المتزايدة عاما بعد عام فسوف ترتفع حرارة المناخ وتتغير البيئة فترتفع المياه فى البحار والمحيطات ، ولسوف تغرق معها المدن الساحلية .. وسوف تختفى الحضارات بعد أن تبتلعها مياه المحيطات ... وسوف يقضى أطفالنا حياتهم وهم يفرون من مكان إلى آخر هربا من الأعاصير المدمرة والجفاف القاتل ! ولكى تبرهن نعومى كلاين على ضرورة الملكية العامة لوسائل الإنتاج فهى تضرب مثلا بكل من الملياردير الشهير « بل جيتس » وعمدة نيويورك السابق « مايكل بلومبرج » وإهتمامهما الشديد بالبيئة وتبرع « بل جيتس » بسخاء للخضر .. إلا أن « بل جيتس » إنغمس فى إستثمارات ضخمة فى الشركات البترولية ، وجنى من وراء ذلك أرباحآ طائلة لا سيما بعد تصريحاته المنمقة فى مصلحة البيئة ! والمثل الثاني عن « ريتشارد برانسون » الذى قابل «آلجور» نائب الرئيس الأمريكى السابق « بل كلنتون » ووعده عام 2006 بأن يتبرع لصالح البيئة ب 3 مليار دولار : ولكنه لم يتبرع بأكثر من ربع مليار دولار حتى الآن ... وعقب ذلك تضخمت شركات الطيران التى يملكها وأصبح لديه بدلا من 4 طلعات جوية إلى 5 جهات فى عام2007 إلى 177 طلعة جوية إلى 23 جهة متفرقة فى عام 2012 . ليس هذا فحسب بل إن « ريتشارد برانسون « يقوم الآن بالمنافسة فى formula one الخاصة بسباق السيارات ، كما أنه يستعد من الآن لمشروعه الضخم Virgin galgagtic لغزو الفضاء بمركبة ضخمة يدفع فيها المسافر الواحد ربع مليون دولار : وهذا فى حد ذاته أكبر خطيئة فى حق البيئة ! وهذه الأمثلة تبرهن على أن ملكية المجتمع - وليست الملكية الفردية مهما حسنت النوايا - لجميع وسائل الإنتاج الرئيسية هى الضمان الوحيد لمصلحة البيئة ولإستقرار المناخ . وهكذا تتطور الكاتبه الليبرالية نعومى كلاين فتنتقل من موقعها الليبرالي لتدخل تحت عباءة الماركسية كما فعل الفيلسوف الوجودي الفرنسي « جان بول سارتر « من قبل ! أما بالنسبة. لدور كل من الروائية الهندية أندروياتى روى ، والباحث البريطانى جورج مونبيو فلهما حلقة خاصة فى معركتنا الطويلة من أجل الحفاظ على المناخ وحماية البيئة : وهى فى الحقيقة حماية البشرية واستمرار الحياة .