يثير اقتراب تتار العصر «داعش» من مدينة تدمر خوفًا كبيرًا من أن تؤدى سيطرته عليها إلى نهب أو تدمير آثارها ، خاصة بعدما حدث خلال الأشهر الماضية من تدمير لمتحف الموصل بالعراق، وآثار مدينتى النمرود والحضر التاريخيتين شمال العراق. وقد أبدت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو قلقها من اقتراب العمليات العسكرية من مدينة تدمر الأثرية التي أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمى عام 2006، ودعت إلى إبقاء المدينة الأثرية خارج العمليات العسكرية، والحفاظ على آثارها من التدمير، وقالت فى بيان صحفى من باريس «أشعر بقلق عميق بعد المعلومات التى تلقيناها من تدمر.. علينا إنقاذ تدمر». وكان الدكتور ممدوح الدماطى وزير الاثار قد صرح بأن الحكومة المصرية والحكومات التى شاركت فى المؤتمر الذى نظمته مصر تحت عنوان «الممتلكات الثقافية تحت التهديد» يومى 13 و14 من الشهر الجارى قد اتفقت على الإطلاق الفورى لجهود مشتركة لمكافحة التهديدات التى تعانى منها المنطقة بأسرها، لافتا الى أنه قد تم الاتفاق على ضرورة اتخاذ العديد من الإجراءات اللازمة التى تساعد بشكل كبير فى حماية الممتلكات الثقافية وهى إطلاق فريق عمل معنى بمكافحة النهب الثقافي. من جانبه قال الدكتور مختار الكسبانى الخبير الأثرى وأستاذ الاثار الاسلامية ان الأثريين المصريين واتحاد الأثريين العرب طالبوا بحماية دولية للمواقع الأثرية فى الدول العربية التى تتعرض للنزاع المسلح وذلك منذ حرب العراق، لكن العالم لم يحرك ساكنا، وما يحدث الآن هو مخطط دولى لتدمير ومحو ذاكرة التاريخ العربية والإسلامية على يد الجماعات الإرهابية المسلحة. من جانبه قال الخبير الأثرى الدكتور محمد صالح ان المؤتمر الذى نظمته مصر كان يهدف فى المقام الأول الى نشر الوعى فى الدول العربية بخطر داعش والجماعات الإرهابية على تراث منطقة الشرق الأوسط التى لا يوجد منطقة فى العالم مثلها فيما تحويه من كنوز أثرية ليس لها مثيل ، وطالب صالح العالم المتحضر بالوقوف الى جانب الدول العربية مثل العراق و سوريا لحماية ممتلكاتها الثقافية قبل ان تفنى من الوجود.