الوفاء، خصلة اجتماعية تتجسد فى التفانى من أجل عمل شئ – أى شئ- بصدق خالص، لأنه أصل الصدق فى القول والعمل، وهو صفة إنسانية جميلة، عندما يبلغها الإنسان فإنه يصل لأعلي درجات فضائل النفس الإنسانية0 الشابان « شيه شو» 18 عاماً، و« تشانغ تشي» 19 عاماً، تعارفا فى مدرسة « داشو» الثانوية في مقاطعة « جيانغسو » بشمال الصين، وأصبحا صديقين ، وكان "تشانغ" يعانى من مرض نادر سبب له ضمور فى عضلات الأطراف، مما جعله لا يفارق فراشة إلا لقضاء حاجته بمساعدة الآخرين. لم يستطع « شيه» أن يرى صديق عمره فى هذا الوضع، فكان يمر عليه كل صباح فى موعد ذهابهما إلى المدرسة القريبة من بيته، ويحمله فوق ظهره، وينزل به سلالم المنزل، ويسير فى الشارع حتى يدخله الفصل ويجلسه على مقعده، ثم يعود به فى نهاية اليوم الدراسى، واستمر هذا الوضع لأكثر من 200 يوم فى العام طوال الثلاث سنوات الماضية. هذا الوفاء النادر بين الأصدقاء ألهم بقية الطلبة الصينيين فى المدرسة وحفزهم للقيام بأعمال خيرية، وقاموا بتكريم زميلهم « شيه شو » الذى لولا وفائه لتم فصل « تشانغ» من المدرسة بسبب غيابه. فالأصدقاء أمثال « شيه شو» بما يمتلكون من وفاء يحاولون تغيير وجه هذا العالم الفاقد للإنسانية الذى نعيش فيه، وسينجحون.