لدى حلم بأنه فى يوم من الأيام سوف تنهض دولتنا وتحيى المعنى الحقيقى لعقيدتها .. فتقول: إننا نلتزم بهذه الحقائق لتكون بيَِّنة بأن الجميع خلقوا متساوين إنها كلمات خالدة للمناضل الحقوقى مارتن لوثر كينج الذى دفع حياته ثمنا لتحقيق المساواة بين الأمريكان البيض والزنوج السود .. وقد ألقى هذه الكلمات فى أغسطس عام 1963م فى خطبته الشهيرة (لدى حلم) .. والتى حضرها قرابة 250 ألف مواطن فى واشنطن من السود والبيض ممن آمنوا بقضية كينج. وكانت كلماته قوية نبعت من قلب شعر بمرارة التفرقة العنصرية وظلم الإنسان لأخيه الانسان واغتيل كينج فى 4/4/1968 لإخماد صوته .. لكن كلماته لم تمت كما لم تقتل ثورته ولم تطفأ فكرته .. فهو فى نظر أحرار العالم مازال حيَّا بنضاله وكفاحه عن حقوق الإنسان .. وما ينعم به الأمريكان السود الآن خير دليل على نجاح ثورته .. وما وصول أوباما إلى سدة الحكم الأمريكى إلا أثر من آثار هذا النجاح إذ آمن واعتمد النهج السلمى فى دعوته بعيدا عن العنف سالكا خطى المهاتما غاندى ودفع ثمن ما واجهه من عقبات كأداء من حبس واعتقال .. وأخيرا حياته .. ولجهوده فى ذلك فاز بجائزة نوبل للسلام عام 1964وهو فى ذلك أصغر من يحصل عليها «35 عاما» وتخليدا لجهوده أطلقت أمريكا يوم 19 يناير إجازة رسمية عرفت باسمه (يوم كينج). وإننا إذ ننظر إلى كينج ونقارن بين فكرته وجهوده .. نحمد اللَّه .. على ما أنعم به علينا من نعمة الإسلام ودعوة .. رسوله صلى اللَّه عليه وسلم.. للمساواة بين البشر جميعا كأسنان المشط لا فرق بينهم «لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى».. فإذا كانت أمريكا التى تتشدق بحقوق الانسان قتلت رجلا دافع عن أبسط حقوقه ولم ينضج فكرها إلا بعد زمن .. فإن للعرب والمسلمين الفخر كل الفخر بأننا ننعم بقيمة المساواة والعدل والحرية منذ أكثر من ألف عام. محمد حافظ باريدى باحث قانونى سوهاج