لم يفرح بنتائج القمة العربية الأخيرة أكثر من الشعب الفلسطينى الذى تنفس الصعداء بعد سماعه قراراتها المهمة، وعلى رأسها تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة مع اتخاذ خطوات عملية لتأسيسها. فرحة الفلسطينيين نابعة من القرار العربى الذى سبق القمة بتشكيل تحالف سريع لمواجهة أطماع الحوثيين فى اليمن ووقف تحركاتهم هناك التى طالت مؤسسات عسكرية وأمنية ورئاسية، وزاد تصعيدهم ضد الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى نفسه حتى أصبح هدفا استراتيجيا لهم بإبعاده تماما عن المشهد السياسي، حتى يعيش اليمن فى فراغ سلطة لم يملؤه لاحقا سوى الحوثيين وبقية الخونة هناك. لسان حال الفلسطينيين يقول إنهم ينطبق عليهم الهدف من القوة العربية المشتركة المزمع تشكليها، خاصة مع إعلان وزير الخارجية سامح شكرى أن مصر حريصة على تحويل القرارات لواقع ملموس دون إضاعة مزيد من الوقت. وتأكد لهم هذا مع إعلان الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية ،أن القوة العسكرية تستهدف صيانة الأمن القومى العربى أمام التدخلات الخارجية، وفلسطين أبرز مثال على هذا. الفلسطينيون اعتادوا فى السابق عدم الاكتراث بالقمم العربية، لخبراتهم بأن نتائجها مجرد حبر على ورق، وهى عادة سنوية تجمع القادة العرب فى عاصمة إحدى بلدانهم، ثم إعلان بعض القرارات التى لا تهم الشعوب. ولكن قمة شرم الشيخ وحسب ما أعلن شكرى والعربى عقب اختتامها، أنها تميزت بتصميم عربى كبير للتصدى للتحديات التى تواجهها المنطقة بكل حزم ووعى بسبب خطورة التهديدات الحالية لكيان المنطقة واستقرارها. وأن أى القمة أسهمت فى اثراء العمل العربى المشترك وتوافر إرادة حقيقية لتحويل القرارات لواقع ملموس دون اضاعة مزيد من الوقت. لقد اهتمت القمة بالتهديدات فى اليمن وتوحد العرب فى مساندتهم شرعية الرئيس هادي. وعلى نفس المنوال، لا تزال إسرائيل تغتصب فلسطين واستولت على عاصمتها ودنستها، فحرى بالعرب أيضا مواجهة هذه المشكلة المزمنة وتحرير فلسطين من أيدى المغتصب الإسرائيلي. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري