بعد يوم من المجزرة التي شهدتها أفغانستان وأسفرت عن مقتل16 أفغانيا بينهم9 أطفال, وفي رواية مخالفة للتأكيدات الرسمية الأمريكية والأفغانية بأن وراء الحادث جنديا أمريكيا. كشف شهود عيان أفغان عن أن وراء الحادث مجموعة من الجنود الأمريكيين الذين كانوا في حالة سكر وكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي علي ضحاياهم وهم يضحكون. وأكد أقارب وجيران الضحايا أنهم رأوا الجنود الأمريكيين يصلون إلي قريتهم في منطقة بانجوايي في نحو الثانية صباحا ويدخلون بعض المنازل ويطلقون النار. وقال القروي حاجي صمد إن أطفاله وأحفاده كانوا من بين11 من أقاربه قتلوا في الحادث. وأضاف وهو يبكي في مكان الحادث وقد تلطخت جدران منزله بالدم إن الأمريكيين سكبوا موادا كيمياوية علي جثثهم وأحرقوها. ورفض مسئول أمريكي مثل هذه الروايات, قائلا إنه بناء علي المعلومات المبدئية الموجودة لدينا, فإن هذه الرواية خاطئة بشكل قاطع. ووسط تصاعد الغضب الأفغاني من هذه الجريمة التي جاءت بعد أيام قليلة من حرق جنود أمريكيين لنسخ من المصحف الشريف, توعدت حركة طالبان بشن هجمات انتقامية ضد من وصفتهم بذوي العقول المريضة من الأمريكيين مقابل كل شهيد أفغاني, في الوقت الذي حذر فيه المسئولون الأمريكيون مثل هذه الهجمات. ووصفت الحركة- في بيان نقلته شبكة سي.إن.إن- القوات الأمريكية بأنها حفنة من ذوي العقول المريضة, متعهدة بإنزال العقاب علي المتورطين في هذه الأعمال الهمجية. في الوقت ذاته, أدان البرلمان الأفغاني الحادث, وطالب في بيان بمحاكمة علنية للجندي الأمريكي المتورط أمام محكمة أفغانية, وشدد البيان علي أنه من جديد.. فإن صبر الأفغان نفد إزاء الإجراءات الاستبدادية للقوات الأجنبية. وبالرغم من الاعتذار الأمريكي عن الحادث, فإن السفارة الأمريكية في كابول حذرت في بيان طاريء علي موقعها علي الإنترنت المواطنين الأمريكيين من خطر حدوث مشاعر واحتجاجات مناهضة للأمريكيين خلال الأيام المقبلة, ولا سيما في الأقاليم الشرقية والجنوبية. وأضاف البيان أن قيودا فرضت علي تنقلات كل أفراد السفارة في الجنوب. وفي غضون ذلك, اعتذر حلف شمال الأطلنطي الناتو عن الحادث, وقال الجنرال جون ألين قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية إيساف التي يقودها الحلف إنه صدم وشعر بالحزن لسماع نبأ حادث إطلاق النار. وأوضح ألين أن الجندي الأمريكي المشتبه في تورطه في الهجوم قد اعتقل متعهدا بإجراء تحقيق سريع وشامل في جريمة القتل التي وقعت في قندهار. وفي زيارة مفاجئة لأفغانستان, أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تشككها في إمكانية سحب قوات الناتو من أفغانستان عام.2014 ودعت ميركل في مدينة مزار الشريف بشمال أفغانستان إلي ضرورة تحقيق تقدم في جهود إعادة الإعمار من خلال الدول المانحة إلي جانب تحقيق تقدم في عملية المصالحة, والتي ستكون بمثابة اختبار علي إمكانية الانسحاب من أفغانستان, في حين شكك حزب الخضر في إمكانية استعادة قوات الناتو أو إيساف الثقة المفقودة بينهم وبين الشعب الأفغاني وبالتالي فإن استمرار هذه القوات في أفغانستان لن يكون له أي تأثير إيجابي, وطالب أوميد نوريبور مسئول الشئون الخارجية في الحزب الولاياتالمتحدة بالاعتذار للشعب الأفغاني. وفي لندن, وفي سياق آخر, يواجه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج دعوي قضائية تتهمه بالمسئولية عن الهجمات التي تشنها الولاياتالمتحدة داخل الأراضي الباكستانية وتؤدي لقتل المدنيين. وقالت شركة ليه داي للمحاماة إنها سوف ترفع الدعوي القضائية أمام المحكمة العليا البريطانية نيابة عن أسرة أحد قتلي الهجمات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار داخل الأراضي الباكستانية انطلاقا من أفغانستان.