وسط أجواء تسودها حالة من التوتر فى معظم دواوين الحكومة انتظارا لقرارات حاسمة خاصة الوزارات التى شملها التغيير أخيرا واصل الوزراء الجدد فتح الملفات الشائكة حيث أكد الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم ان عصر الجلوس بالمكاتب انتهى وأن مكانى بالمدارس لاكتشاف مواطن الخلل واصلاحها، فيما أكد الدكتور صلاح هلال أنه سيتفرغ لإعادة هيكلة الوزارة ، بينما اكد خالد رامى وزير السياحة ضبط منظومة النقل السياحى. وفى وزارة الثقافة استهل الوزير الدكتور عبد الواحد النبوى عبد الواحد نشاطه باجتماع مع رؤساء القطاعات مؤكداً الإسراع فى تنفيذ المشروعات المتعثرة خاصة ترميم المتاحف وإطلاق القوافل الثقافية للتوعية بمخاطر التطرف والإرهاب. فقد عقد الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة اجتماعين منفصلين بمديرى المديريات بالوجهين البحرى والقبلى لعرض توجهات المرحلة المقبلة وتذليل جميع العقبات امام الفلاحين، كما ألتقي بعثة دولية لاستقصاء انتشار مرض انفلونزا الطيور. ويسود التوتر أرجاء وزارة الزراعة انتظارا لحركة التغييرات الشاملة التى من المنتظر ان يجريها هلال، بما يواكب متطلبات المرحلة الجديدة. ومما زاد هذا التوتر هو سرعة القرارات التى أصدرها هلال بعد ساعات قليلة من حلفه اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى لتولى حقيبة الوزارة، من إلغاء تكليف الدكتور على اسماعيل رئيس قطاع شئون مكتب الوزير رئيس قطاع الهيئات وإعادته الى العمل رئيسا للبحوث بمعهد بحوث الاراضى والمياه التابع لمركز البحوث الزراعية . كماأصدر الوزير قرارا بتعيين المحاسب عبد الحميد يونس رئيسا لقطاع الشئون المالية والادارية بالوزارة، مع استمرار فرج مرسى الذى كان قائما بأعمال رئيس القطاع، رئيسا للادارة المركزية، فضلا عن أنه ألغى بعض الانتدابات التى قام بها وزير الزراعة السابق الدكتور عادل البلتاجى لبعض العاملين بفريق العمل معه، واعادتهم الى اعمالهم بالمركز. وصرح هلال ل «الأهرام» بانه سوف يتفرغ لإعادة هيكلة الوزارة عقب الانتهاء من المؤتمر الاقتصادى، لتطوير القطاع الزراعى بما يواكب متطلبات المرحلة الجديدة، مشيرا الى ان الرئيس وجه عقب حلف اليمين بالتجرد لصالح العمل. ومن جانبه، قام الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم بجولة مفاجئة صباح أمس بدأها بمدرسة طه حسين الابتدائية المشتركة التابعة لإدارة النزهة التعليمية، حيث حضر طابور الصباح مع التلاميذ، وصافحهم وأدار حوارا معهم ووجه الوزير سؤالا عن وجود أى شكوى فى المدرسة أو المناهج، وأكد الوزير انه قد انتهى عصر الجلوس فى المكاتب وان مكانى الطبيعى بين المعلمين والطلاب فى المدارس لحل مشكلاتهم. واستمع إلى جميع مدرسى المواد التعليمية، وأدار حوارا مع معلمى اللغة العربية واستمع إلى شكواهم حول عدم وصول نشرة بالمحذوفات فى مادة اللغة العربية ، وعلى الفور اتصل بمستشار اللغة العربية وأمره بإرسال النشرة بالمحذوفات إلى جميع مدارس الجمهورية. ثم توجه الى معمل العلوم، مؤكدا دور المعامل والأنشطة فى تبسيط المعلومة للتلاميذ بطريقة سهلة وربط الأنشطة بالمواد التعليمية، كما اطمأن على نسبة الحضور والغياب بين التلاميذ، وأشاد بمستوى الانضباط داخل المدرسة وقرر صرف شهر مكافأة لمديرة المدرسة هالة محمد . ثم انتقل الوزير إلى مدرسة الخديو إسماعيل الثانوية العسكرية التابعة لإدارة السيدة زينب التعليمية، حيث تفقد المدرسة ووجد بها بعض التجديدات، وقام بتوجيه مدير المدرسة للعمل على إعادة المدرسة لرونقها وإعادة وجهها الحضارى. من ناحية اخرى تم الاتفاق بين وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدكتور محمد مختار جمعة ووزير التربية والتعليم الدكتور محب الرفاعى على الإعداد لمسابقة كبرى فى جميع مدارس الجمهورية بالتنسيق بين الوزارتين بهدف ترسيخ الانتماء الوطنى والقيم الاخلاقية والإنسانية. وفى سياق متصل قام وزير السياحة خالد رامى بجولة تفقدية امس لمركز تتبع وحدة المركبات السياحية بالوزارة، مشددا على ضرورة استمرارية ضبط منظومة النقل السياحى من خلال آليات المراقبة الالكترونية حيث يتم من خلاله مراقبة خط سير الحافلات السياحية بكل المناطق السياحية ومراقبة أداء السائقين. وأشاد الوزير بأداء المركز وأهميته فى الحد من تعرض المركبات السياحية لحوادث الطرق واطلع رامى على بعض التقارير الصادرة عن المركز والتى يتضح من خلالها كل تحركات المركبة منذ بدء خط سيرها وأماكن توقفها والسرعات التى تسير عليهاوأسلوب قيادة السائق. كما قام الوزير بجولة تفقدية لإدارات وقطاعات الوزارة للاطمئنان على حسن سير العمل والاستماع إلى شكاوى ومقترحات تطوير الاداء. وأكد رامى أن الشفافية والتجرد للمصلحة العامة هما أساس العمل فى المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن النهوض بالوزارة لن يأتى إلا بتضافر الجهود والعمل الجاد من أجل تسيير دولاب العمل الادارى ودعم اللامركزية، مشددا على ضرورة رفع كفاءة الموارد البشرية بالوزارة وهيئاتها والحفاظ على المال العام والالتزام التام بالنزاهة. وفى أول يوم عمل له بوزارة الثقافة، استقبل العاملون الوزير الجديد د.عبد الواحد النبوى، بحفاوة. وعقب التهانى، عقد اجتماعاً موسعاً لرؤساء القطاعات، بحث خلاله معهم خطط تطوير كل قطاع. وطالب الوزير رؤساء القطاعات بالإسراع فى تنفيذ المشاريع القائمة، فى المواعيد المحددة، ومنها ترميم بعض المتاحف الاثرية، وإطلاق القوافل الثقافية للتوعية من مخاطر التطرف والإرهاب بالقرى، والمتحف الجوال، والمركز الدولى للكتاب، وغيرها. وركز الوزير - خلال الاجتماع - على ضرورة التعاون الشامل بين كل القطاعات، لتحقيق خطة الدولة فى اكتشاف جيل جديد من النوابغ، والموهوبين فى المجالات المختلفة، كالرواية، والشعر، والنثر، والفن الشعبى، والسينما والمسرح، تكون دعماً للصفوة على الساحتين الثقافية، والفنية، ومحاربة التعصب الدينى من خلال الندوات، واللقاءات، والفعاليات، والأنشطة الثقافية التى تنظمها هيئة قصور الثقافة، مبدياً اهتمامه بهذا القطاع، وتحقيق أهدافه فى الوصول لعمق المجتمع، فى القرى، والمراكز، والمدن، بلا استثناء للقضاء على المركزية الثقافية فى القاهرة، لتكون الثقافة متاحة للجميع، فى اى مكان بالجمهورية، دونما احتكار.