مع إعلان الشتاء عن نفسه بشكل بارد جدًا، يبدأ المشهد السينمائى طريقه إلى التغيير، فمع اقتراب موسم منتصف العام والإجازات، يستعد عدد من النجوم لطرح أفلامهم الجديدة دون خوف من الحسابات السياسية أو انتظار لما سيحدث في 25 يناير، العكس تمامًا هو الصحيح، فلأول مرة منذ 3 سنوات يعود المشهد لشكله الطبيعى، حيث تتنوع الأفلام التى ستطرح فى دور العرض السينمائى ما بين أفلام للشباب وأخرى لكبار النجوم، ولمخرجين أصحاب مدارس متنوعة، حيث يعود محمود حميدة ونور الشريف وميرفت أمين، وهنيدى وخالد أبو النجا والمخرجون داود عبد السيد وتامر محسن وأمير رمسيس وإبراهيم البطوط، والكاتب الكبير وحيد حامد الذى يعود للسينما بعد غياب منذ آخر أعماله «احكى ياشهر زاد». هى بالفعل حالة من الزخم الفنى افتقدتها السينما المصرية منذ فترة طويلة، لذلك يبدو المشهد مبشرًا إلى حد كبير، ومن أولى الأفلام التى يتم طرحها فيلم «القط» لإبراهيم البطوط، وهو الفيلم الذي يعود به الفنان فاروق الفيشاوى للسينما، بعد غياب، حيث يتشارك البطولة مع الفنان عمرو واكد، والفيلم سبق عرضه فى مهرجانى أبوظبى السينمائي والقاهرة، ولكنه للأسف جاء مخيبًا للأمال، ولم يحقق نجاحًا يذكرعلي المستوى النقدى، ونستطيع أن نقول إنه الفيلم الذي جعل مخرجه إبراهيم البطوط يقف فى منطقة وسطى، فهو لم يصل إلى الشكل التجارى، وفى الوقت نفسه لم يحتفظ بجمهوره في منطقة السينما الفنية الخالصة. تدور أحداث الفيلم حول القط يجسده عمرو واكد وهو رجل عصابات ولكنه يعمل لينتقم من أشرار العالم، وتحديدًا هؤلاء، الذين يعملون فى خطف الأطفال، وتجارة الأعضاء البشرية، خصوصًا وأن ابنته أمينة ذهبت ضحية لتلك العصابات. حاول إبراهيم أن يضفى على قصته الواقعية إلى حد الألم جوًا أسطوريًا، يؤرخ لمفهوم الشر فى الحضارات الإنسانية، والديانات التى رغم وجودها فى المعابد والكنائس والمساجد، إلا أن الشر مازال يحكم العالم، ووظف أيضًا فى شريط الصوت العديد من الأغانى الدينية «الذكر» تحديدًا، وتراتيل وترانيم، فى شريط صوت متميز، ليؤكد على حالة التغييب تلك، وكأن هؤلاء اكتفوا بالذكر والترتيل وغابوا عن محاربة الشر المسيطر، ولكن ما جدوى تقديم صورة بصرية ثرية، وكاميرا شديدة الحيوية، وشريط صوت متميز، فى ظل غياب الدراما الحقيقية، وأداء تمثيلى لكافة المشاركين فى العمل. لا نستطيع أن نصفه بأنه باهت بل فج، عمرو واكد يقف فى نفس المنطقة، فاروق الفيشاوى لم يبذل أى مجهود يذكر، أما صلاح الحفنى والمشارك فى الإنتاج فهو مروع، ومن العيب أساسًا أن يقف أمام كاميرا، ونفس الحال لعمرو فاروق الذى جسد دور الغجرى، وسلمى ياقوت وسارة شاهين. فيلم إبراهيم الذى كان فى خياله كان يحتاج إلى عناصر فنية إلى جانب الصورة والصوت، ومن أهمها اختيار فريق العمل المناسب وتوظيفهم فنيًا، وهو ما لم ينجح فيه إبراهيم، بل إن معظم من شاركوا فى الفيلم كانوا ثقلاء الظل، ويمثلون عبئًا على المشاهد خصوصا وأن منهم من لجأ إلى الكليشيه فى الأداء، فى مشاهد سبق وشاهدناها فى مئات الأفلام المصرية (رجل العصابات الحاج فتحى جسده المنتج صلاح الحفنى والذى يجلس دائماً محاطا بالنساء والمخدرات، والخمر، الغجرى شقيق القط وذراعه الأيمن جسده عمرو فاروق والذى أطلق شعره وذقنه ليقول لنا دأنا غجرى)، وقد يكون فيلم القط محاولة من إبراهيم لتقديم فيلم سينمائى يعرض فى دور العرض بعيدًا عن المهرجانات. للمرة الأولى تستقبل دور العرض المصرية فيلمًا إماراتيًا وهو فيلم «من ألف إلى باء»، الذى قررت الشركة المنتجة له أن تعرضه أولًا فى عدد من الدول العربية قبل عرضه فى مصر بأسبوع كامل، ويشارك فى بطولته خالد أبو النجا، ويسرا اللوزى، وشادى ألفونس نجم برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، والفنان الفلسطينى على سليمان، والممثل السورى فادى رفاعى، ومن إخراج الإماراتى على مصطفى. الفيلم إنتاج إماراتى مصرى مشترك، واستغرق إنجازه 4 سنوات، ويحكى قصة 3 شبان كانوا أصدقاء طفولة وفرقت بينهم الأيام، لكنهم يقررون لم الشمل ويدخلون فى مغامرات تقودهم إلى حد الجنون، وسبق أن شارك الفيلم فى العديد من المهرجانات، منها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، مهرجان أبوظبى الدولى، مهرجان دبى السينمائى الدولى. كما يعود 2 من كبار السينما إلى المنافسة وهما النجمان محمود حميدة ونور الشريف ويأتى على رأس الأعمال المقرر طرحها بموسم منتصف العام، فيلم «قط وفار» للكاتب الكبير وحيد حامد، وإخراج تامر محسن، الذى يستعرض من خلاله الصراع بين الصغار والكبار، ويشارك فى بطولته النجم محمود حميدة والفنانة سوسن بدر، وسوزان نجم الدين، ومحمد فراج. أما النجم نور الشريف فيعرض له فيلم «بتوقيت القاهرة»، الذى يعود به إلى السينما بعد غياب 6 سنوات منذ تقديمه فيلمه الأخير «مسجون ترانزيت» عام 2008، ويدور العمل فى إطار اجتماعى إنسانى، ويجسد النجم نور الشريف شخصية رجل يدعى يحيى شكرى مراد، يعانى من مرض «آلزهايمر» ولديه ابن متزمت دينيا، وابنة تجسد دورها الفنانة درة، تحب والدها وتتحمل مرضه، ويحلم هذا الرجل بأن يقابل إنسانة فى حياته كان يحبها، ومع تطور مرضه ينسى من تكون تلك المرأة أو اسمها، ويتجه للبحث عنها فى شوارع القاهرة، ويشارك فى بطولته ميرفت أمين، وسمير صبرى، إخراج أمير رمسيس. أما المخرج داود عبد السيد فيعرض له «فيلم قدرات غير عادية» والفيلم بطولة النجم خالد أبوالنجا مع نجلاء بدر، والفيلم تأليف وإخراج داود عبد السيد، حيث يعود للتعاون مع داود بعد فيلمهما «مواطن ومخبر وحرامى»، ويجسد فى العمل شخصية يحيى الذى يفشل بحثه العلمى عن القدرات غير العادية فى البشر، ويُجبر على أخذ إجازة من عمله، يستقر فى «بنسيون» على البحر وتنمو علاقة حميمية بينه وبين صاحبة البنسيون، ويتقرب من ابنتها الصغيرة ذات الكاريزما القوية، وتتوالى الأحداث فيما بينهما. ويعود النجم محمد هنيدى إلى السينما بفيلم «يوم مالوش لازمة»، بعد فترة ابتعاد 3 سنوات منذ أن قدم فيلم «تيتة رهيبة»، حيث انتهى من تصوير أحداث الفيلم فجر الإثنين الماضى، بإحدى فيلات المنصورية، والعمل مقرر عرضه خلال موسم منتصف العام السينمائى، وقد استمر تصويره على مدار شهرين، ما بين مناطق تصوير بالزمالك والدقى وبعض شوارع القاهرة وإحدى شقق وفيلات المنصورية ووسط البلد، ويجسد هنيدى من خلال الفيلم دور شاب يحلم بالزواج من شقيقة صديقه، إلا أنه يتم رفضه، وتحدث بينه وبين صديقه العديد من المفارقات الكوميدية، ويحاول إقناعه إلى أن تظهر فى حياته فتاة أخرى تغير مجرى الأحداث، ويشارك فى بطولته روبى وصلاح عبد الله وهالة فاخر وطارق عبد العزيز وهشام إسماعيل وريهام حجاج، من تأليف عمر طاهر، وإنتاج أمير شوقى، وإخراج أحمد الجندى. ويعرض فيلم «ريجاتا»، للنجم عمرو سعد فى 22 يناير وقد بدأ منتجه محمد السبكى فى طرح بوسترات الفيلم استعدادًا لعمل الدعاية اللازمة به وطرح فى موعده المحدد، ويشارك فى بطولة الفيلم بجانب عمرو سعد عدد كبير من النجوم منهم محمود حميدة وإلهام شاهين ورانيا يوسف وفتحى عبد الوهاب وأحمد الفيشاوى وأحمد مالك، من تأليف محمد سامى ومعتز فتيحة، ويتعرض العمل لفئة المهمشين بالمجتمع من خلال طفل تلده أمه بطريقة غير شرعية، ليكبر ويواجه الحياة بالبلطجة، الأمر الذى يدخله فى مشاكل عديدة مع أحد ضباط الشرطة، ويجسده فتحى عبد الوهاب، كما يلقى العمل الضوء على بعض الصراعات السياسية والأمنية التى شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة الماضية. ويعرض فيلم «نمرة 9» بطولة محمد عادل إمام، وخالد سرحان، وفيلم «الستة تبتة» بطولة إيمى سمير غانم وحسن الرداد إنتاج أحمد السبكى، وفيلم «سكر مر» بطولة أحمد الفيشاوى، آيتن عامر، وأمينة خليل، هيثم زكى، إخراج هانى خليفة، وفيلم «أسد سيناء» بطولة رامى وحيد، وعمرو رمزى، وماهر عصام، ونهى إسماعيل، إخراج حسن السيد. ومرشح للعرض أيضا فيلم «خطة بديلة».. بطولة النجم خالد النبوى والنجم السورى تيم الحسن إخراج أحمد عبدالباسط، حيث طرحت الشركة المنتجة البرومو الدعائى الأول للفيلم، الذى تدور أحداثه حول محام، وهو خالد النبوى، تتعرض زوجته للاغتصاب من 3 أشخاص من أبناء رجال فى السلطة، ويحاول بعدها استرداد حقه، لكن القانون يقف ضده. ومن المتوقع أن يعرض أيضا فيلم «سوء تفاهم»، للنجمة اللبنانية سيرين عبد النور حيث بدأ المخرج أحمد سمير فرج عمليات مونتاج الفيلم، استعدادًا لطرحه بموسم عيد الحب المقبل يوم 12 فبراير، والفيلم تم تصويره على مدار 8 أسابيع ويشارك فى بطولة «سوء تفاهم»، بجانب سيرين عبد النور كل من شريف سلامة وأحمد السعدنى ورجاء الجداوى وهشام إسماعيل وريهام حجاج، من إنتاج صادق الصباح، منتج فنى مجدى نور، وتأليف محمد ناير، وإخراج أحمد سمير فرج.