بلاشك أنه خاض التجربة فى توقيت صعب للغاية، ورغم ذلك اعترف بعد إخفاقه فى قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2015 بأنه دفع «الضريبة كاملة»، بل وقدم اعتذاره لجماهير الكرة المصرية عما حدث، إنه شوقى غريب المدير الفنى السابق للمنتخب الوطنى لكرة القدم، والذى تحدث بمرارة شديدة فى حواره القوى والصريح ل «الأهرام» عن مهاجمة «شلة المنتفعين» من أنصاف المدربين كما وصفهم غريب له منذ توليه المسئولية، كما تطرق غريب فى حواره عن حالة الانهيار التى أصابت الكرة المصرية أيام برادلي، ، كما فتحت الأسئلة التى وجهت له مسارات أخرى قام بتوضيحها بشكل صريح، فماذا قال شوقى غريب فى حواره الذى أطلق من خلاله سهامه للبعض! المهمة كانت صعبة وشاقة عند اختيارك مديرا فنيا للمنتخب الوطني.. بصراحة لماذا قبلتها فى ظل هذه الظروف؟ جميع المدربين كانوا فى «حالة قتال» من أجل تولى مسئولية تدريب المنتخب، وكان لابد من قبولى للمهمة لأنه بالنسبة لى هذا هو التدرج الطبيعى لى من مدرب مساعد إلى مدرب ومدرب عام ثم مديرا فنيا فى النهاية، وسيرتى الذاتية أهلتنى لذلك ويعلمها الجميع، بجانب أننى مدرب يطلق عليه «وطني»، ودائما المدرب الوطنى يتحمل جزءا كبيرا جدا من المسئولية سواء خلال تحقيق الإنجازات وفى حالة الإخفاقات، لأنه يعى كل صغيرة وكبيرة عن خبايا الكرة المصرية، أما بالنسبة لى فقد توليت المهمة فى مرحلة صعبة جدا، حيث حققنا قبل هذه المرحلة الوصول للقمة بالفوز ب 3 بطولات لأمم إفريقيا 2006 و2008 و2010 بقيادة حسن شحاته، ومن بعدها بدأ المستوى الفنى للمنتخب فى الهبوط السريع للقاع وليس بشكل متدرج وحتى مستوى معين حتى نستطيع العودة للقمة مرة أخري، وهذا يحدث كثيرا ولمنتخبات عالمية كبيرة وعلى رأسها البرازيل، وهذا ما تابعناه خلال مونديال البرازيل 2014. قلت إن هناك بعض الجهلاء من المدربين يتعمدون التجريح فى زملائهم فى نفس المجال.. ما ردك؟ هذا صحيح.. فقد قلت هذا الكلام، بل وأذكر بالاسم على رأس هؤلاء الجهلاء فى كرة القدم هو جمال عبدالحميد، فقد كان لاعبا على مستوى عال، ولكنى أود أن أطرح عليه سؤالا: ما الذى قدمته يا جمال يا عبدالحميد للأندية القليلة التى توليت قيادتها؟ الإجابة صفر كبير، لم يقدم ولم يضف جديدا، فعلى سبيل المثال نادى السكة الحديد الذى يتولى تدريبه منذ 4 سنوات لم يصعد به للدورى الممتاز بل لا يزال متعثرا، وبرغم ذلك يتحدث عنى بطريقة غير لائقة ويقول «إننى غير مؤهل لمنصب المدير الفني، وأنه يكفينى أننى كنت مدربا مساعدا، وأنه يجب أن يتولى المنتخب مدرب عمل بدورى القسم الثاني، وكأنه «ماسك ربابة بيلف بيها على قنوات مصر كلها علشان يقول عنى كده بس»، وأقول له عيب، لما كنت أنت لاعبا فى المنتخب كان شوقى غريب كابتن المنتخب وقتها. كنت تقول دائما عندما كنت تعمل مع حسن شحاته المدير الفنى السابق للمنتخب، بأنك الذراع اليمنى للمعلم، كما أنك كنت تؤكد أنك كنت تتشاور معه فى وضع الخطط، وهذا لم يظهر عندما توليت مسئولية المنتخب.. فما ردك؟ وقت أن كنت فى الجهاز المعاون لحسن شحاته، كنا أسرة واحدة متقاربة ومتحابة تحب بعضها البعض وتعمل على قلب رجل واحد لمدة 7 سنوات متتالية، دون أن ينجح أى شخص فى الوقيعة فيما بيننا، مع وجود مجموعة متميزة جدا من اللاعبين فى هذا الوقت، كما أنه أيضا لم يكن الإعلام منفتحا بمثل هذه الطريقة التى هو عليها حاليا، وكان هذا يجعل العمل يسير فى مناخ صحي، ولم يتم اختراقنا كمجموعة مترابطة إلا بعد أن إنتهت مهمتنا رسميا مع المنتخب، فلم يسمع أحد عن أى مشاكل أو أزمات فى الجهاز خلال ال 7 سنوات، بعكس الفترة التى توليت فيها المسئولية كمدير فنى للمنتخب خلال الفترة السابقة، وللعلم قام حسن شحاته بترشيحى لدى سمير زاهر بأن أصبح المدير الفنى للمنتخب بعد رحيله عن المنتخب لأننى كنت الأصلح على حد قول شحاته. هل ترى أن الخسارة فى الجولتين الأولى والثانية أمام السنغال بداكار وتونس بالقاهرة، عجلت بخروج المنتخب ؟ طبعا ما حدث من تعرضنا للهزيمة فى أول جولتين كان سببا رئيسيا فى عدم التأهل وأربك الحسابات بالفعل، وما لا يعلمه الكثيرون أننى اجتمعت مع مجلس إدارة الجبلاية عقب الخسارتين، وقلت لجمال علام فى وجود أعضاء المجلس بكل صراحة، لو يرى المجلس أن الحل فيما حدث هو إستقدام مدير فنى آخر فلن أمانع فى حدوث ذلك وليس لدى أى مشكلة، وما فعلته كان لرفع الحرج عن المجلس، فرد جمال علام قائلا إن المجلس يدعمنى وأننى مستمر فى قيادة المنتخب، وسألنى بعدها، هل لدى الرغبة فى رحيل أى فرد من الجهاز المعاون وتعيين آخر، فقلت له لا ليس لدى مشكلة مع أحد منهم، فجميعهم يؤدون عملهم على أكمل وجه، ثم عقدت جلسة مع الجهاز المعاون وأطلعته على هذه الخطوة التى قمت بها. يؤخذ عليك منذ توليت المهمة، هجومك المستمر على الأمريكى بوب برادلى المدير الفنى السابق للمنتخب، بأنه لم يستطع بناء فريق قوي، وعندما جاءتك الفرصة على طبق من ذهب لم تستغلها؟ هذه حقيقة فعلا، بأن برادلى لم يقم ببناء فريق قوي، برغم أن مرحلة برادلى كانت هى فترة بناء الفريق بعد اعتزال الجيل الذهبي، هذا بعكس ما قمت به من تقديم وجوه جديدة من اللاعبين خلال وجودى على رأس الإدارة الفنية، كنت تردد دائما بأنك تتعرض للهجوم من الإعلام لأنك لست لاعبا فى الأهلى أو الزمالك..هل تعتقد أن هذا هو المعيار الوحيد للنجاح؟ هذه حقيقة بالفعل وهذا هو معيار النجاح الوحيد مع المنتخب من وجهة نظري، فلو حصرت من تولوا المهمة من المدربين الوطنيين من خارج ناديى الأهلى والزمالك، سترى أنه العبد لله فقط. هل المرحلة المقبلة تتطلب وجود مدير فنى أجنبى يقود المنتخب؟ بكل صراحة مطلقة، أتمنى أن يتولى حسن شحاته المهمة مرة أخرى لأنه الأدرى بنفسية اللاعب المصرى ويعلم كيفية التعامل معها.
كلمات سريعة لكل من:
جمال علام: منتخبات الشباب والناشئين يجب أن تكون القاعدة الأساسية للمنتخب الأول، ويجب الإهتمام بها. حسن فريد: أشكرك على الفترة التى قضيتها معنا، والمجهود الذى بذلته. سمير زاهر: عهدك الجميل لن يتكرر مرة أخري. هانى أبو ريدة: لقد سببت لك الكثير من المشاكل، فكل الإعتذار لك. فاروق جعفر: أتمنى منك الجلوس مع نفسك ومحاسبتها، لأن فاروق جعفر إسم كبير. أحمد حسن: يا «عميد لاعبى العالم» حدد مسارا واحدا لعملك، فأنت مشروع لكادر جديد. حسن شحاته: أنت أخ كبير وصديق عزيز، ولا يمكن للحاقدين تعكير صفو علاقتنا. الجماهير المصرية: أقدم اعتذارى لكم عن الفشل فى التأهل لأمم إفريقيا، فقد كنت أتمنى الفوز والصعود إلى البطولة الإفريقية، حتى أستطيع إسعادكم فى الظروف الحالية التى تعيشها البلاد.