فجرت الناقدة الصحفية ناهد صلاح مفاجأة من العيار الثقيل في الندوة المخصصة لمناقشة كتابها «حسين صدقي الملتزم» التى أقيمت على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بمناسبة مئوية الفنان حسين صدقي، حيث أكدت أن صدقي عاش حياته مخلصا لفنه ومؤمنا بما يقدمه، لذا من الصعب تصديق الروايات التى نقلت عن وصيته بحرق أفلامه بعد مماته، ولقد تأكدت بنفسها من ذلك من خلال أولاده، لكن الحكاية لها جانب من الصحة حيث كان الراحل غير راضى عن بعض أفلامه، وأخبر زوجته بذلك،لكنه لم يكتب وصيه بحرق أفلامه،وقبل رحيلها أبلغت زوجته ابنهما الكبير القبطان بحري خالد حسين صدقي أن والده لم يكن راضيا عن بعض أفلامه فقام بحرق نسخ بعض هذه الأفلام، لكن النسخ التى قام بحرقها كان قد تم بيعها إلى بعض القنوات الفضائية وبالتالي تم حفظها، وقد اختلف الورثة على حرق نسخ الأفلام فقابل الإبن حسين صدقي الشيخ محمد متولي الشعراوي وقام بمشورته في حرق نسخ أفلام والده كما فعل شقيقه فرفض الشعراوي حرق الأفلام على اعتبار أنها لا تقدم شيئا سيئا بل على العكس فيها موضوعات جادة وهادفة . وأشارت صلاح الي أن مواصفات الراحل الشكلية كانت جسر مروره إلى السينما، وفي هذا الوقت كان للملامح والمواصفات الجسمانية دور كبير في صناعة النجم السينمائي، وظهور حسين صدقي بطلا في فيلم « تيتا وونج» فتح الباب على مصراعيه لنجوم جدد .. واتفق الناقد كمال رمزي الذى أدار الندوة مع رأي القلائل الذين حضروا الندوة واعتبروا حسين صدقي مؤسسة كاملة خاصة، حيث قام بالتمثيل والإنتاج والإخراج، وتذكر رمزي أنه عندما بدأ مشواره الصحفي والنقدي قبل أربعين عاما كان حسين صدقي مادة هائلة للافتراس، خاصة في فيلمه « البيت السعيد»، لكنه تراجع عن ذلك كله مؤخرا واعتبر هذا الفيلم تحديدا من الأفلام التربوية التى تعنى بالنشأة. كما اقيمت ندوة كتاب «فطين عبدالوهاب رائد الفيلم الكوميدي» للكاتب والباحث السينمائي أشرف غريب الذي اكد ان فطين يعتبر رائدا في عالم الفيلم الكوميدي، وأفلامه «مراتي مدير عام» و«عفريت مراتى» و«الآنسة حنفي» وغيرها مازالت تضحكنا حتى اليوم، ولقد ولد فطين في دمياط في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1913 لأسرة تقليدية تتمتع بالثراء لأب من نظارة المعارف التى أصبحت لاحقا وزارة التربية والتعليم، وعلى ما يبدو أن الأب كان مثقفا وغنيا وهذا يتجلى في اختيار اسمي ولديه الأكبر والأصغر «سراج منير، وفطين» بعيدا عن الأسماء التقليدية، كما أنه أرسل ولديه الفنان «سراج منير»، والمخرج «حسن عبدالوهاب» إلى ألمانيا الأول لدراسة الطب، والثاني لدراسة الهندسة، مما يؤكد تفتحه للدرجة التى جعلته يوافق أن يتحول ابنه سراج من دراسة الطب إلى دراسة التمثيل، وحصول ابنه الثاني «حسن عبدالوهاب» على كورس خاص في استديوهات « الكير» لمدة أربعة أشهر. واستطرد غريب قائلا : إن فطين بدأ حياته السينمائية مخرجا تقليديا لايبدي أية قدرات إخراجية استثنائية تنبئ عن مخرج مختلف، من خلال فيلم « نادية» عام 1949 وهو من الأفلام الميلودرامية السائدة في هذا الوقت، بعد هذا الفيلم قدم فيلما بعنوان « زوج الأربعة» ولقيا فشلا ذريعا، وتوالت أفلامه الكوميدية الناجحة مثل «بيت الأشباح» و«الأستاذة فاطمة»، وغيرها من الأفلام التى أكدت على عبقريته في إخراج الفيلم الكوميدي.