حول تراخيص براءات الاختراع وسبل حسم النزاع حولها بالتقاضي تدور خلافات كبيرة الآن بين العمالقة الكبار أبل ومايكروسوفت وسيسكو وجوجل, لما نمثله هذه البراءات من فرص هائلة، يمكن من خلالها تحقيق مبالغ طائلة وتقوية الوضع التنافسي لكل شركة أمام خصومها ومنافسيها, ومن أبرز المعارك والصراعات الجارية في هذا السياق أن شركة جوجل في الاستفادة من براءات الاختراع التي ستنتقل ملكيتها إليها حال التصديق علي شرائها شركة موتورولا موبيليتي, بينما ترغب الشركات الثلاث الأخري في تغيير الطريقة التي يتم بها ترخيص براءات الاختراع الأساسية. وتعتبر براءات الاختراع الأساسية جزءا من إحدي المعايير, ويتم ترخيصها وفقا لشروط عادلة ومعقولة وغير منحازة, وعندما فشلت المفاوضات حول انتهاكات براءات الاختراع حول معني الانتهاك أو المخالفة, أرادت جوجل الاستمرار في إمكانية إصدار أحكام قضائية لمنع بيع المنتجات المخالفة, أما الشركات الأخري فلا ترغب في اللجوء لمثل هذا الإجراء. ويقول المحللون في تعليقهم علي هذه المواقف أنه من الطبيعي أن يلجأ كل طرف إلي اتخاذ مواقف تلائم اهتماماته الخاصة. كانت شركة أبل قد أرسلت في نوفمبر الماضي خطابا إلي المعهد الأوروبي لمعايير الاتصالات تطالب فيه بإجراءات تحقق مزيد من التجانس أو الاتساق مع تراخيص براءات الاختراع الأساسية. واقترحت أبل بعض الشروط مثل الوعد بعدم حجب بيع المنتجات عند فشل المفاوضات, وقد دعمت مايكروسوفت وسيسكو هذا الموقف, وكما قالت مايكروسوفت سيعاني المستهلكون والصناعة بالكامل إذا سعت الشركات إلي منع الشركات الأخري من بيع منتجاتها علي أساس البراءات الأساسية المعيارية. ويقول الخبراء من المحامين أن القضايا المرتبطة بتراخيص براءات الاختراع ينبغي أن تقتصر علي المال, ولا تتضمن التهديد باستصدار أمر قضائي. وتؤدي إزالة التهديد بالأوامر القضائية إلي إعادة التوازن للعلاقة بين الجهة المرخصة والجهة المرخص لها. يقول خبراء القانون أن التهديد بأوامر الحظر القضائي سلاح قوي وفعال للغاية, وعندما تقوم شركة ما بتطوير منتج جديد ربما لا تختار استخدام تقنية معينة بسبب تكاليف الترخيص, ولكن عندما يكون المنتج منتهيا بالفعل, ستصبح التكلفة عالية للغاية, وسيجبر مالك البراءة الشركة المصنعة علي الدفع. وتحتفظ جوجل من ناحية أخري بحقوقها في استخدام أي إجراءات قضائية ضد الشركات الأخري التي ترفض ترخيص وفقا لشروط معقولة. بعبارة أخري, ستقوم جوجل باتخاذ الإجراءات نفسها التي كانت ستتخذها موتورولا, ولأن جوجل جديدة في لعبة براءات الابتكار, فإنها قامت باستعراض كل عضلاتها وإمكانياتها. ومن المعروف أن حزمة براءات الاختراع المملوكة لموتورولا هي الدجاجة التي تبيض لجوجل ذهبا وفضة, وشرائها لشركة موتورولا موبيليتي سيعزز من حزمة براءات الاختراع التي تملكها جوجل, وسيساعد جوجل علي حماية أندرويد من تهديدات التنافس من مايكروسوفت وأبل وغيرها. في إطار الصراع بين هذه الشركات, استخدمت أبل براءات الاختراع في مجال واجهة الاستخدام والتصميم, وهي براءات غير أساسية, بينما لجأت موتورولا( الجزء غير المباع من الشركة) وسامسونج إلي استخدام براءات الاختراع الأساسية لتأمين نفسها. واضطرت شركة أبل في الأسابيع الماضية إلي سحب بعض منتجاتها من متاجر الأجهزة الإلكترونية بسبب حكم قضائي في إطار خلافاتها مع موتورولا حول براءات الاختراع الأساسية, ولو قررت جوجل التخلي عن التلويح بالأحكام القضائية, فإن ذلك سيضعف موقف أندرويد, ومن ثم تقل قيمة شراء جوجل لموتورولا. وتحقق المفوضية الأوروبية الآن مع سامسونج في احتمالية مخالفة الطريقة التي يتم بها تراخيص القوانين الأساسية لقانون المنافسة الأوروبي. وتقترح أبل أن تبدأ مفاوضات التراخيص بقاعدة مشتركة وهي عدم زيادة السعر عن متوسط سعر المبيعات وذلك للأجهزة الاتصالات الأساسية, ويقول القانونيون إن ما قالته أبل مفيد للغاية, لأن تليفونات الآيفون أغلي من مجرد جهاز اتصال رئيسي يستطيع نقل الصوت والبيانات. أما جوجل من ناحية أخري فترغب في فرض2.25% علي صافي السعر, الأمر الذي كان سيجلب لها المزيد من الإيرادات.