أظهرت الدراسات الحديثة ارتفاع نسب المولودين حديثاً بمصر والمصابين بعيوب خلقية سواء كانت بسيطة وغير مؤثرة على حياة المولود أو شديدة تستلزم التدخل الجراحي.. كما يقول د.هشام الغزالي مدير وحدة طب الجنين بمستشفي قصر العيني الذي يكشف عن أن الوحدة تستقبل 15 ألف مريضة سنويا بالمجان. ويضيف: "بعض هذه العيوب قد تكون نتيجة لأسباب وراثية أو لأسباب بيئية كتعرض الحامل للتلوث الكيميائي أو لتناولها بعض الأدوية المحظورة في الحمل". ويتابع: نقوم في وحدة طب الجنين بعمل الأبحاث والدراسات اللازمة علي المستوي المحلي والقومي وتسجيل حالات أمراض الأجنة والعيوب الخَلقية والوراثية، والتعرف علي أسباب هذه الأمراض، وسبل تفاديها وعلاجها. ويوضح أنه يمكن تشخيص معظم أمراض الجنين عن طريق ثلاثية الموجات فوق الصوتية والدلالات البيوكيميائية فى دم الحامل، وكذلك من خلال بذل عينات من أنسجة الجنين وتحليلها وراثياً سواء للكروموسومات أو عن طريق تقنية الوراثة الجزئية. ويضيف د.هشام الغزالي أن توفير الأجهزة الحديثة من الموجات فوق الصوتية قد أسهم فى التشخيص لأمراض الجنين قبل الولادة بدقة، إذ إنها قادرة على تشخيص العيوب الخلقية فى المجارى البولية والعيوب الخلقية في القلب في نهاية الشهر الثالث وتشخيص عيوب الجهاز الهضمي والحجاب الحاجز والمخ. ويشير إلى أن وحدة طب الجنين بمستشفي قصر العيني هي الأولي من نوعها في مصر، وتعمل علي علاج جميع الحالات بالمجان.."فنحن نستقبل 3 أنواع من المرضي: مرضي الأقسام المختلفة بالمستشفي، ومرضي العيادات الخارجية، وجميع الحالات المحولة من الخارج". ويقول: مصادر تمويلنا تأتي من الدورات التدريبية لأطباء النساء والتوليد ومن تدريب الأطباء داخل الوحدة، ومن رسائل الماجستير والدكتوراه، وقد استطعنا أن نبني سمعة طيبة في تشخيص العيوب الخلقية في الأجنة. ويضيف أن تشخيص البله المنغولي أصبح الآن في الأسبوع الحادي عشر من الحمل أي قبل أن يكمل الجنين شهره الثالث، ويظهر ذلك بزيادة الثنايات الجلدية بخلفية الرقبة.. أما في حالات "استقسا المخ" فنحن نتابع الجنين لمستوي معين ثم نضطر لأن نولده لأن ضغط الماء علي المخ قد يسبب له التخلف العقلي، وبعد الولادة يتم التدخل الجراحي عن طريق أطباء المخ والأعصاب، وبعدها يعيش الطفل بشكل طبيعي . ويؤكد أن "وحدة طب الجنين" أنقذت حياة عدد كبير من الأجنة كانوا يموتون بسبب ال (RH) السالب للأم التي كونت أجساما مضادة في الجنين الأول، والتي تعبر المشيمة في الجنين الثاني، وتسبب تكسير كرات الدم عند الجنين مما يصيبه بأنيميا شديدة، لذا يتم نقل دم للطفل سواء من الحبل السري أو من الغشاء البريتوني للطفل، وتتكرر عملية نقل الدم للجنين حتي يصل لدرجة من النضج كي يستطيع العيش خارج الرحم، وبعد ولادته يتم تغيير دمه ليعيش بصورة طبيعية . وفي الختام، يشدد د.الغزالي علي ضرورة أن تتوجه كل سيدة حامل إلي طبيب متخصص في طب الجنين لإجراء هذا الفحص المهم، وهو فحص الثلث الأول من الحمل لاكتشاف العيوب والأمراض الوراثية في الجنين، مشيرا إلى أن هذه الموجات الحديثة ذات الأبعاد الثلاثية والرباعية تستطيع اكتشاف وعلاج سبب الإجهاض المتكرر، علاوة على التغيرات في بطانة الرحم بعد انقطاع الحيض.