وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رسالة إلى الإعلام خلال الاحتفال بالذكرى ال 41 لنصر أكتوبر العظيم قائلا : "علينا الحذر من أحاديثنا بوسائل الإعلام والاتصالات، حتى لا نسيء لأحد أو لأنفسنا، فإذا رددنا الإساءة بمثلها فإننا بذلك نسيء لأنفسنا أولًا" ، كما طالب بأن يقدم الإعلام المصرى المثل والقدوة فى الأداء الجيد والبعد عن الإساءة لتقديم مدرسة إعلامية متفردة، وهو ما لاقى تجاوبا سريعا واستعدادا من جانب الإعلاميين وخبراء الإعلام الذين كانت لنا معهم لقاءات حول هذه الدعوة المهمة. فى البداية ، أكد عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، المشرف على وزارة الإعلام أن تلك الرسالة التى وجهها الرئيس هى التى يعمل عليها الإعلام الوطنى ويحاول تحقيقها بأقصى درجة ويسعى للوصول إلى مدرسة إعلامية متفردة بالفعل ، وقال : "إن الاعلام الوطنى حريص كل الحرص على الالتزام بقيم ومبادئ الإعلام من عدم الإساءة لأية شخص أو جهة ويتمسك بالقيم الأخلاقية الحميدة والأصيلة ، وسيسهم إعلام الشعب فى وجود مدرسة متفردة تعمل على ترسيخ مبادئ وقيم الشعب المصرى الأصيل" . وأضاف : "وسنظل نتمسك بالمعايير المهنية من الموضوعية والمصداقية فى تناولنا لأى حدث محلى أو عالمى ، وقد بدأنا بالفعل العمل فى إطار توجيهات الرئيس السيسى بأن تكون هناك مدرسة إعلامية متفردة تتسم بالمصداقية والحيادية ، وتتفق مع القيم المصرية الأصيلة ، لذلك يجرى حاليا وضع تصور للقوانين والتشريعات التى تنظم الإعلام فى مصر ، وسنعمل على أن تخرج هذه التشريعات متسقه مع هذا التوجه ، بما يحقق الحفاظ الكامل على مكتسبات الثورة من حرية الرأى والتعبير ويتفق مع المبادئ السامية للإعلام من عدم الإساءة لاية شخص أو جهة". ومن جهته ، قال د.حسن عماد مكاوى أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة : " إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى تنبع من تدينه الوسطى المعتدل وتلك الرسالة ستجعل بالفعل الإعلام المصرى يتمسك بالأخلاقيات والآداب اللازمة بين أفراد المجتمع وهى المعايير التى تتفق تماما مع المعايير الدولية للإعلام التى يسعى بها العمل الإعلامى لتحقيق الدقة والإنصاف والموضوعية وإعطاء كل ذى حق حقه وعدم الإساءة وعدم التغول بنشر صور تثير مشاعر المواطنين أو استخدام ألفاظ مسيئة" . وأضاف د.حسن انه يستلزم على الإعلام المصرى بالفعل العودة لتلك المعايير وقد جاءت تلك المطالبة فى توقيتها المناسب تماما فلابد من التمسك بقيم المهنة وقيمة الإعلام وأن يحرص الإعلاميون على التجاوب السريع لهذه الرسالة السامية لتحقيق رسالة إعلامية متفردة تحافظ على القيم السامية والآداب والتقاليد. وأكد د.حسن عماد مكاوى أن ذلك لا يعنى ألا يكون هناك انتقاد للأوضاع الخاطئة ولكن لابد من متابعة الإعلام دون إساءة أو تجريح ولابد من انتظار الأحكام النهائية وعدم التعليق إلا بعد صدورها ليكون الإعلام المصرى ذا صوت معتدل يسعى لدعم الحق ودحض الباطل. وقالت د.هبة شاهين أستاذ الإعلام : " إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى تعبر عن حساسية الوعى الذى يعيشه الإعلام المصرى فلابد أن يتحلى الإعلام بقدر من الحكمة والابتعاد عن الانفعال الذى يؤدى لمزيد من المهاترات فنحن نعانى حربا شبيهة بحرب أكتوبر، بينما خطورتها أكبر وهى حرب الإرهاب فقد كان العدو فى أكتوبر 73 واضحا وظاهرا بينما الآن العدو هو الإرهاب لذلك لابد من مراعاة الأمن القومى والحفاظ عليه وإعلاء المصالح الوطنية والقومية للدولة المصرية". واضاف : "كانت الرسالة التى وجهها الرئيس للإعلام واضحة وجلية حتى لا يكون الإعلام عبئا على الدولة بل يكون إحدى الركائز المهمة فى كيان الدولة المصرية، فهناك خيط رفيع بين الحرية الإعلامية والمسئولية الاجتماعية ، ولابد من مراعاته جيدا ودعم جهود الدولة" . وهو ما أكده د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام قائلا : " لابد بالطبع من أن يكون لدينا مدرسة متفردة للاعلام ، لذلك يجب الاهتمام بجميع وسائل الإعلام واختيار العناصر المؤهلة والمدربة للتركيز على الجوانب المهنية فى العمل الإعلامى ، ولابد أيضا من الإسراع فى تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ليتمكن من تطبيق الاستراتيجية الإعلامية فى المرحلة المقبلة، وتحديد الملامح الإعلامية التى يجب أن يسير عليها الإعلام لخدمة الوطن وقضاياه والبعد عن الإساءة ، خاصة أن العمل الإعلامى حاليا يسير فى جزر منعزلة ، و لابد من الإسراع فى إنشاء مدرسة إعلامية متفردة والاهتمام أيضا بوضع وتطبيق ميثاق الشرف الإعلامي" .