اعتبر الكاتب الأمريكى «لورانس رايت» فى كتابه بعنوان «السلام المراوغ .. 13 يوما فى سبتمبر» أن مفاوضات كامب ديفيد التى أدت إلى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 كانت أشبه بخشبة مسرح حقيقية بفضل ما تضمنته من شخصيات مثيرة وتفاصيل غريبة. وتناول رايت فى كتابه ظروف ما قبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ، مستندا إلى قاعدة اقتنع بها من خلال تفسيره وسرده للأحداث التى شهدتها المنطقة منذ توقيع كامب ديفيد وحتى يومنا هذا ، وهى أن الأوضاع فى الشرق الأوسط لم تتغير منذ نحو 40 عاما ، بدليل أن العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة تكرر من قبل أكثر من مرة. وقال إنه بعد ستة أشهر فقط من الاجتياح الإسرائيلى لجنوب لبنان، التقى الرئيس الراحل أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك مناحم بيجين ، بهدف مناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق للسلام بين كل من مصر وإسرائيل، واستمرت المناقشات نحو 13 يوما بقيادة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فى منتجع «كامب ديفيد». وأضاف الكاتب أنه على مدى 13 يوما بذل كارتر جهودا مضنية للتقريب بين وجهات النظر المتباينة بين السادات وبيجين، ولم تتسم هذه الفترة بالسعادة والرضا لكل من وفدى مصر وإسرائيل، حيث أن كلا من السادات وبيجين اقتصرت لقاءاتهما على النظر فى أعين الآخر، وأكد الكاتب أن هذه اللقاءات المطولة لم تحقق أحلام السادات بأكملها. وأكد الكاتب الذى فاز بجائزة «بوليتزر» الأمريكية، التى توصف بأنها نوبل الصحافة الأمريكية، أن تداعيات التفاوض تجاوزت بكثير محاولات الإثارة المسرحية، إذ إن نتائج المفاوضات كانت بمنزلة تحديد لمستقبل منطقة الشرق الأوسط على امتداد عدة سنوات. وأكد المؤلف أن كلا من طرفى التفاوض قدم رؤية مخالفة تماما لما قدمه الطرف الآخر أثناء فترة التفاوض، ومن هنا فإن المذكرات الشخصية التى قدمها كل من الطرفين، بحاجة إلى المزيد من الدقة، ومن الضرورى على المؤرخين مراجعة الرويات التى قدمها كل من أعضاء الوفدين المصرى والاسرائيلي. ويرى المؤلف أن مفاوضات كامب ديفيد وما تبعها، تمثل واحدة من أعقد فصول التاريخ، إذا أنها المرة الأولى التى يشترك فيها كل من اليهود والمسلمين والمسيحيين فى مفاوضات مباشرة ،