مما لا شك فيه إن مرحلة بلوغ الفتاة يشكل عبئا جسميا ونفسيا واضحا، وله تأثير واضح فى مدى فى ثقتها بنفسها لذلك قد يحدث أن تصاب الفتاة المراهقة من عمر 12-18 بالارتباك فى سلوكياتها ومعظم تصرفاتها. ومن أعراض المراهقة الذى تتحمله وهذا العبء هو أمر طارئ عليها وغريب ولا تعلم عنه شيئا فتلجأ إلى التعامل بالخجل والانطوائية ومحاولة إخفاء معالم الأنوثة التى تبدأ فى الظهور عليها، وهنا على الأم عدم إظهار قلقها ومراعاة الاحتفاظ بالصبر والحكمة فى تعاملها مع ابنتها مما يقلل من مشاعر الاضطراب لديها، وهذا ما توضحه د.منى عمران أستاذ علم النفس بمعهد دراسات الطفولة بجامعة عين شمس فالفتاة فى هذه المرحلة المراهقة قد تحكى ما يحدث لها من تغيرات جسدية ونفسية لصديقة مقربة لها متفادية بذلك سؤال أمها أو مناقشتها أو تختار العزلة والانطواء والبقاء لفترات طويلة بمفردها. الشعور بالحياء ولذا تنبه الأم إلى أهمية التقرب إلى ابنتها المراهقة فى هذه المرحلة لمحاولة فهمها وشرح ما يحدث لها واصطحابها إلى الطبيب إذا لاحظت أمورا غير طبيعية فى أثناء البلوغ وأن تتحلى بقوة الملاحظة والحكمة عند ملاحظة التغيرات النفسية والجسدية التى تحدث لها تدريجيا بالتغيرات التى تحدث فى مرحلة البلوغ من الناحتين النفسية والجسمانية لمساعدة ابنتها وذلك عن طريق التوعية والشرح دون التدخل الشديد والمباشر نظرا لحساسية الفتيات فى هذه المرحلة العمرية نتيجة لشعورهن الشديد بالحياء ولإحساسها بالغربة، كما يجب على الأم أن تؤهل ابنتها للتعامل مع كل ما يحدث لها من تغيرات، وان تحافظ على التواصل الدائم مع ابنتها وإعطاءها النماذج الايجابية من خلال المشاهدات اليومية فى الحياة سواء اليومية وحتى فى كل ما تشاهد من أفلام ومسلسلات اجتماعية هادفة تناقش مثل هذه الأمور بطريقة نفسية علمية سليمة ومبسطة دون مبالغة أو مغالاة ومحاولة ما مناقشة تشاهده وتشجيعها المستمر على إبداء الرآى وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديها وتجنب استخدام أسلوب النصيحة المباشرة أو إعطاء الأوامر دون نقاش، ولا يمكن تجاهل أهمية الأنشطة الرياضية لتعديل سلوكه كالسباحة والكاراتية، وتخصيص وقت لابنتها لتعلق على أفعالها فى أثناء ممارسته للعبة والإصغاء إلى رأيها. الحوار المهذب وكما يجب أن تكون الأم قدوة فى حسن الاستماع لها وإعطاءها مزيدا من الوقت للتفكير لأن هناك بعض الفتيات يحتاجن ذلك للتعبير عما يريدن، وألا تقاطعها فى أثناء الحديث لتعزيز ثقتها فى نفسها. كما يجب أن تعتمد الأم على أسلوب الحب والمدح لتعزز من قدراتها وتفهمها لمشاعره عندما تكون محبطة ومعاملتها باحترام كشخص مسئول وذلك باستخدام الحوار المهذب معها. الحرية .. وتكامل الشخصية وأخيرا تنصح الأم بإعطاء ابنتها بعض الحرية فى التصرف واتخاذ القرار كاختيار ملابسها فى حدود المتعارف عليه كما يفضل منحها أنواع متعددة من المكافآت كالسماح لها بالخروج مع أصدقائها وذلك يساعدها على تكامل شخصيتها مما يشجعها على اكتساب السلوك الصحيح ويعزز التواصل بينهما ويجب احترام خصوصيتها كالاستئذان قبل دخول غرفتها الخاصة بها واحترامها أمام الآخرين وكل ذلك يساعدها على تكامل شخصيتها المستقلة الواعية القادرة على بناء أسرة فى المستقبل.