لليوم الثانى على التوالى ، واصل رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب والوفد المرافق له المشاركة فى أعمال القمة الأفريقية – الأمريكية المنعقدة فى واشنطن، حيث التقى محلب بالرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال حضوره مأدبة عشاء أقيمت فى البيت الأبيض فى إطار القمة. كما عقد محلب اجتماعا مع رئيس البنك الدولى جيم يونج كيم على هامش القمة لبحث سبل دعم التعاون بين مصر والبنك الدولى فى مجال دعم المشروعات الكبيرة والعملاقة بهدف تعزيز استراتيجيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التى تتبناها مصر ، فضلا عن تحقيق الرفاهية والازدهار للشعب المصري. كما رحب محلب بموافقة البنك الدولى على منح مصر قرضا ب 500 مليون دولار لتمويل أحد المشروعات العملاقة والتى تستهدف توصيل الغاز الطبيعى إلى المنازل ، على أن يتم منح مصر فترة سماح تصل إلى 8 سنوات ، ويتم السداد على 28 عاما. ومن المتوقع أن يستفيد من هذا المشروع 1،5 مليون أسرة فى 11 محافظة ، من بينها سوهاج وقنا وأسوان لدعم برنامج الحكومة الذى يستهدف توصيل الغاز الطبيعى للمنازل ليكون بديلا عن غاز البوتاجاز الذى يتم استيراده. واستعرض محلب خلال الاجتماع نفسه الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لجذب الاستثمارات والتعديلات الخاصة بتسهيل الإجراءات ، حيث تضع الحكومة خطة للانطلاق الاقتصادى القوى خلال المرحلة المقبلة. فى الوقت نفسه، أكد محلب أن مصر تعمل على تحقيق وضع آمن ومستقر ليس فى مصر فقط ولكن فى المنطقة كلها وذلك بالتعاون مع شركائها الدوليين والإقليميين. وقال محلب فى كلمته التى ألقاها خلال مأدبة الغداء التى أقامها له مجلس الأعمال للتفاهم الدولى بواشنطن على هامش مشاركته فى القمة إن مصر هى “جزيرة السلام فى محيط ملىء بالاضطرابات” ، و”أنها تعمل على بناء حكومة قوية تحقق مطالب شعبها”. وأوضح محلب خلال اللقاء أن الحكومة أمامها وقت لتحقيق مطالب الشعب ، ولديها خطة قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى ، مشيرا إلى أن الحكومة أعلنت بعض التدابير لمواجهة عجز الموازنة. وأشار رئيس الوزراء إلى أن عجز الموازنة هو المشكلة الكبرى للاقتصاد المصرى ، ولذلك بدأت مصر بخطوات مثل تحرير سعر الوقود لكى نوفر مزيدا من الدعم لتوجيهه إلى قطاعات مختلفة كالتعليم والصحة ، وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وضع أمس الأول حجر أساس جديدا لنهضة مصر من خلال مشروع تنمية إقليم قناة السويس ، وقال إن هذا هو الوقت المناسب للاستثمار فى مصر ، داعيا رجال الأعمال والمستثمرين إلى التوجه باستثماراتهم إلى مصر التى تقدم كافة التسهيلات فى هذا الإطار. واستعرض رئيس الوزراء خريطة الطريق وما تحقق منها ، حيث أشار إلى أنه تم الانتهاء من استحقاقين منها هما إقرار الدستور الجديد وانتخاب الرئيس ، ولم يتبق سوى الاستحقاق الثالث المتمثل فى الانتخابات البرلمانية. وفى تصريحات له عن القمة الأفريقية الأمريكية ، قال وزير الخارجية جون كيرى أمس لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي.” إن الاستثمارات الأمريكية فى أفريقيا هدفها الحد من انتشار التطرف الدينى المتزايد فى القارة الأفريقية. وجاء تصريح كيرى بعد يوم من إعلان واشنطن عن تخصيص أكثر من 30 مليار دولار من المساعدات العامة والاستثمارات الخاصة من أجل أفريقيا ، وتأكيد أوباما أمام القمة أن “الولايات المتحدة ستستثمر بشكل كبير وعلى المدى البعيد فى التقدم بأفريقيا” ، فضلا عن تكرار هذا المضمون فى مأدبة العشاء مع ممثلى الدول الأفريقية ، وخاصة حديثه الودى معهم الذى قال فيه إنه أمريكى يفخر بأصوله الأفريقية ، وهو التصريح الذى لم يرض جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا الذى علق على ذلك بالقول : إن أوباما لم يقدم المتوقع منه لأفريقيا رغم جذوره الأفريقية.