بصرف النظر عما يراه البعض تسرعا واندفاعا فى اقتحام أورام الدعم المزمنة فى جسد الاقتصاد المصرى بينما يجمع الخبراء والمحللون ذو الرؤية والبصيرة على أن الرجل اتخذ القرار الصحيح قبل فوات الأوان وقبل أن يصبح الإصلاح الاقتصادى أمرا صعب المنال فإن الذى يستلفت النظر تلك الثقة التى أطل بها السيسى على شعبه فى مناسبة احتفالات ثورة 23 يوليو مشيدا بتفهم وقبول المصريين لهذه القرارات الصعبة والتى لا بديل عنها. ومن المؤكد أن ثقة السيسى فى شعبه لم تجئ من فراغ بعد أن نجح خلال فترة وجيزة فى وقف سيناريو الانهيار المتدرج للدولة المصرية وأوقف مشاهد الرعب وأنهى حالة الهلع التى كانت تحرم الأسر المصرية من النوم بهدوء أو الخروج للنزهة أو المصيف موفيا بوعده للناس بتوفير وضمان أمنهم الشخصى مما أكسبه ثقة واحترام الرأى العام وأسهم فى الصعود المتسارع لشعبيته. ومنذ 30 يونيو 2013 مرورا بقرارات 3 يوليو 2013 وحتى اليوم كانت أفعال السيسى قبل أقواله تعكس شجاعة القدرة على الوقوف فى وجه العاصفة ولم يخف عن الناس قراءته الدقيقة للمشهد التى تقول إن التحديات التى تواجهها مصر حاليا ليست فقط أزمة الإرهاب التى لم تنته بعد وإن كانت حدة العمليات التى تثير الذعر والهلع فى التجمعات السكانية قد تراجعت إلى حد كبير وإنما هناك تحديات جديدة تحتاج إلى تكاتف الشعب ووعيه بأبعاد وخطورة هذه التحديات. والحقيقة أن المهام الصعبة التى يتحتم على السيسى القيام بها متشعبة الجوانب وأغلبها تراجعات اقتصادية واجتماعية مخيفة نتيجة التخبط الذى ساد مصر فى السنوات الأخيرة وبعضها يتعلق بالحيرة والتردد فى تحديد اتجاه مؤشر السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى توازن بين القدرات الفعلية للناتج القومى وضرورة مراعاة توفير الحماية الكاملة لمحدودى الدخل. ولا شك فى أن السنوات المقبلة سوف تشهد مزيدا من الخطوات التى يتعرف من خلالها الشعب المصرى على المزايا العملية والإنسانية للسيسى الذى اختار بإرادته أن يكون فى وجه العاصفة! خير الكلام : القوة الحقيقية تكمن فى الرأس التى تدبر وليس فى الذراع التى تنفذ ! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله