أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن من وصفتهم بمسلحى «داعش» الذين احتلوا مناطق واسعة من العراق فى سياق هجوم كاسح يشنونه منذ أكثر من أسبوع سيطروا على مصنع لإنتاج الأسلحة الكيميائية شمال غرب بغداديعود إلى نظام صدام حسين. وقالت جنيفر بساكى المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان «بلغنا ان الدولة الاسلامية فى العراق والشام احتلت مجمع المثنى شمال غرب بغداد»، لكن المتحدثة الأمريكية أشارت الى انها لا تعتقد ان بوسع هؤلاء المقاتلين انتاج اسلحة كيميائية يمكن استخدامها بسبب تقادم المواد التى قد تكون لا تزال موجودة فى المصنع، وقالت بساكى ان الولاياتالمتحدة تبقى «قلقة حيال سيطرة الدولة الاسلامية فى العراق والشام على اى موقع عسكري»، لكنها اضافت لا نعتقد ان المجمع يحوى معدات ذات قيمة عسكرية لانتاج اسلحة كيميائية، وسيكون من الصعب جدا بل من المستحيل نقل هذه المعدات بشكل آمن. وفى الوقت نفسه قال وزير الدفاع الامريكى تشاك هيجل إن المستشارين العسكريين الذين قرر الرئيس الامريكى باراك اوباما ارسالهم الى العراق سيسهمون فى تقييم الوضع على الارض، كما انهم سيقومون بتحديد الفجوات التى تعانى منها القوات الأمنية العراقية وزيادة قدراتها على التصدى لعناصر تنظيم «داعش». وأكد هيجل فى بيان صدر عن وزارة الدفاع الامريكية انه لا يمكن حل مشاكل العراق عبر عمل امريكى او بالقوة العسكرية وحدها،مشيرا الى ان الحل طويل المدى يعتمد على الحل السياسى الذى سيعيد وحدة الشعب العراقى ويدعم المصالح المشروعة لكل الجماعات العراقية، وقال إن الولاياتالمتحدة تواصل اعداد المزيد من الخيارات العسكرية فى حال أن تصبح هناك ضرورة لها. ومن جانبه، اعتبر مساعد وزير الخارجية الايرانى حسين امير عبد اللهيان أن اوباما يفتقد الى «ارادة جدية» لمحاربة الارهاب، حسبما نقل عنه التليفزيون الرسمى أمس، وقال عبد اللهيان ان «التصريحات الاخيرة لاوباما دليل على ان البيت الابيض لا يتحلى بالارادة الجدية لمحاربة الارهاب فى العراق وفى المنطقة»، وأكد كبير مساعدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانى على أكبر ولايتى أن بلاده لن تتردد فى مساعدة العراق فى حربها ضد من وصفهم ب «الإرهابيين التكفيريين» دون أى حدود وبناء على طلب حكومة بغداد. ومن جانبه قال بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة إن قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكرى فى العراق ضد مقاتلى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش)لا يحتاج تفويضا من مجلس الأمن الدولي،وفى مقابلة مع صحيفة «نويه تسوريشر تسايتونج» السويسرية، أوضح الأمين العام للمنظمة الدولية أن «الولاياتالمتحدة سيتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستتدخل فى الصراع فى العراق بواسطة قوات برية أو بوسائل عسكرية أخرى ، وأن تتشاور مع إيران القوة الإقليمية حول هذه الخطوة». وأضاف الأمين العام للمنظمة الدولية أنه فى حال طلبت العراق من الدولتين (الولاياتالمتحدةوإيران) التدخل «فإن هذا الأمر لا يحتاج بالتأكيد إلى تفويض من مجلس الأمن الدولي»،وطالب بان كى مون الدول المجاورة للعراق بدعم حكومة نورى المالكى فى مكافحة الإرهاب مشيرا إلى أن الوضع فى العراق يزداد سوءا بشكل يومى فى الوقت الذى يزداد فيه تقدم تنظيم داعش. وتابع حديثه قائلا إن الأزمة «خطيرة للغاية»، ورأى بان كى مون أن اجتماع المالكى مع قادة سنة «خطوة مهمة وإيجابية» وقال إن المالكى سيحتاج إلى دعم قوى إقليمية يمكنها التأثير على الطوائف المختلفة فى الشعب العراقى حسب قوله، ومن جهه اخرى عقد بمحافظة كربلاء اجتماعا لعشر محافظات لبحث آلية الحشد الشعبى فى عملية التطوع للقتال ضد عناصر تنظيم داعش الارهابي،وقال مصدر مطلع أن الاجتماع حضره محافظون ونواب محافظين لكل من البصرة وذى قار وميسان والمثنى والديوانية والنجف وكربلاء وواسط وبابل وديالى وبحضور مستشار الامن الوطنى العراقى فالح الفياض ومدير مكتب رئيس الوزراء طارق نجم ورئيس جهاز المخابرات فضلا عن قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الاول الركن عثمان الغانمى ، وأن المجتمعين ناقشوا وسائل التعبئة للحشد الشعبى وتلبية متطلباته ودور الحكومات المحلية فى ذلك ،كما ناقش المجتمعون تشكيل لواء مشترك من محافظات الوسط والجنوب مهمته الدفاع عن جميع المحافظات من أى هجمات ارهابية، وكان المرجع الدينى الشيعى على السيستانى قد افتى بالجهاد الكفائى ووجوب الدفاع عن العراق وشعبه واعتبر ان من يقتل دفاعا عن بلده شهيدا. وفى اربيل بحث رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزانى مع اسامة النجيفى رئيس ائتلاف «متحدون» مستجدات الاوضاع الامنية والسياسية فى العراق،وأكد بارزانى ضرورة التمييز بين الاعمال الارهابية وبين المطالب المشروعة للسنة فى العراق ،وشدد على ضرورة حل جميع المشاكل التى يعانى منها العراق عبر السياسة، وأن تتعاون جميع الكتل من أجل مواجهة الارهاب معربا عن استعداد الاقليم الوقوف مع جميع الاطياف فى العراق «سنة وشيعة» من أجل مواجهة الارهابيين، إلا أنه أشار إلى أن الاقليم لن يكون طرفا فى حرب تحت مسمى الحرب ضد الارهاب فى حين أنها طائفية على حد قوله. ودعا السيستانى فى خطبة الجمعة التى تلاها ممثله نيابة عنه فى مرقد الإمام الحسين فى كربلاء البرلمان إلى الاجتماع مباشرة بعد أن تصدق المحكمة الاتحادية العراقية على نتائج الانتخابات هذا الأسبوع. وفى الوقت نفسه أطلق مسلحون سراح أكثر من 40 عاملا أجنبيا كانوا يحتجزونهم رهائن منذ أربعة أيام بالقرب من مدينة كركوك الغنية بالنفط فى شمال العراق أمس الأول الخميس (19 يونيو )، وأطلق سراحهم على مسافة ثلاثة كيلومترات من كركوك وقادهم ضباط من الشرطة إلى المدينة. وقال ضابط برتبة مقدم فى الشرطة ان «مروحية قامت بقصف ناحية الضلوعية حيث استهدفت منازل ودورية للشرطة ما ادى الى مقتل امراة واصابة اربعة اشخاص اخرين بينهم طفل بجروح».