لقى 31 شخصا على الأقل مصرعهم أمس وأصيب 94 آخرون إثر هجوم بسيارتين رباعيتى الدفع استهدف سوقا فى «أورومتشي» عاصمة إقليم شينج يانج المتمتع بالحكم الذاتى شمال غربى الصين ، فيما وصفته السلطات بأنه »حادث إرهابى خطير« ، بينما تعهد الرئيس الصينى بمعاقبة »الإرهابيين بقوة« والحفاظ على الاستقرار فى البلاد. وقع الهجوم عندما ألقى مجهولون متفجرات من سيارتين رباعيتى الدفع اقتحما بهما سوقا فى أرومتشى وانفجرت إحداهما خلال الاعتداء على الحشود الموجودة به خلال الساعات المبكرة من الصباح والتى تشهد دائما أكبر قدر من الحركة فى مثل هذه الأسواق. ونشر موقع «وايبو» للتواصل الاجتماعى المشابه لموقع تويتر فى الصين صورا قيل إنها التقطت فى موقع الاعتداء فى وسط المدينة قرب منتزه الشعب ، تظهر فيها جثث ملقاة وسط نيران فى شارع ذى ثلاث حارات ، وأخرى وضعت فى مؤخرة شاحنة صغيرة ، وسحابة من الدخان تتصاعد فوق رفوف فى السوق خلف حاجز للشرطة. ووقع الاعتداء غداة الإعلان عن صدور أحكام بالسجن مشددة تصل إلى 15 عاما هذا الأسبوع بحق 39 شخصا تم اعتقالهم فى شينج يانج لإدانتهم بنشر «أشرطة فيديو إرهابية». من جانبه ، وصف رئيس جهاز الأمن العام الصينى الحادث بأنه «عمل إرهابى عنيف» ، وهو الشيء ذاته الذى أكدته الأجهزة الصينية الأخرى التى ألقت باللائمة فى سلسلة هجمات عنيفة وقعت خلال الأشهر الأخيرة على انفصاليين من شينج يانج التى تسكنها غالبية من »الأويجور المسلمين« الناطقين بالتركية والذين يرفض قسم منهم وصاية بكين. وفور وقوع الحادث ، توعد الرئيس الصينى تشى جين بينج بإنزال »عقاب شديد بالإرهابيين« ، مؤكدا أنه »لن يدخر أى جهد للحفاظ على الاستقرار« ، وذلك حسبما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية. ويشهد إقليم شينج يانج أعمال عنف فى تصاعد ملحوظ منذ أكثر من عام تنسبها بكين إلى من تصفهم ب«إرهابيي« الأويجور الذين تتهمهم بالسعى للانفصال ، وهو ما دفعها لتشديد سياستها الأمنية فى الإقليم بشكل كبير. يذكر أن شينج يانج إقليم صينى تهيمن عليه أغلبية مسلمة ، ويتاخم كلا من باكستان وأفغانستان وطاجيكستان وكازاخستان ، وتمثل عرقيات الأويجور والكازاخ والقرغيز والهوى والمنغول وأقليات عرقية أخرى أكثر من 60% من سكان الإقليم البالغ تعدادهم 22 مليون نسمة ، حسب الإحصائيات الحكومية. ويشكل نحو 8 ملايين أويجورى - معظمهم مسلمون - الأقلية الأكثر عددا فى شينج يانج. وتتهم جماعات الأويجور فى المنفى الزعيم الشيوعى الصينى الراحل ماو تسى تونج بتحويل شينج يانج إلى مستعمرة بعد أن نكث بوعده لهم بالسماح بمنح الإقليم حق تقرير المصير.