أعلنت مصادر الحكومة والمعارضة السورية بدء خروج الدفعة الأولى من المقاتلين من أحياء حمص القديمة المحاصرة منذ أكثر من عامين، وذلك بموجب اتفاق بين الطرفين بإشراف الأممالمتحدة. فقد نقلت الوكالة السورية للأنباء «سانا» عن محافظ مدينة حمص طلال البرازى قوله: إنه بالتزامن مع عملية خروج المسلحين تبدأ عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين، مشيرا إلى أنه يتم العمل لكى تشمل العملية جميع أحياء حمص وليس حمص القديمة فقط. وأضاف أن وحدات الجيش والقوات المسلحة ستقوم بعد خروج المسلحين بعملية التفتيش وتفكيك العبوات الناسفة والألغام وإزالة السواتر الترابية. وفى الوقت نفسه، أعلن قيادى بالمعارضة شارك فى التفاوض حول خروج المقاتلين أن ثلاث حافلات تحمل على متنها 120 شخصا خرجت من أحياء حمص القديمة، مشيرا إلى أن هؤلاء من المدنيين والمقاتلين المصابين وغير المصابين. ومن جانبه، أفاد المرصد السورى لحقوق الانسان بأن عملية خروج حافلتين من أحياء حمص المحاصرة بدأت باتجاه بلدة الدار الكبيرة وعلى متنها مقاتلون من الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة. وأشار المرصد إلى أنه بمجرد وصول المقاتلين إلى الدار الكبيرة سيتم بالتوازى الإفراج عن دفعة من المختطفين والأسرى من بلدتى نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بريف حلب وإدخال مساعدات انسانية وطبية إلى داخل البلدتين. وينص الاتفاق على «انسحاب مقاتلى الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة من أحياء حمص المحاصرة بمرافقة القوات النظامية ومندوبين من الأممالمتحدة». كما يتم بالتوازى مع البند الأول، فتح ممر آمن لإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى بلدتى نبل والزهراء فى ريف محافظة حلب. كماتضمن الاتفاق أن يتم الانسحاب عبر طريق حماه حمص، باتجاه بلدة الدار الكبيرة فى ريف حمص الشمالى، كما يتم تسوية أوضاع 50 مقاتلاً من حى الوعر فى مدينة حمص، من المنشقين عن القوات النظامية. ويتيح الاتفاق للقوات النظامية السيطرة على حى الوعر، إضافة إلى دخولها إلى أحياء جورة الشياح والقرابيص والحميدية ووادى السايح وحمص القديمة، كما يتم إبقاء السلاح الفردى مع مقاتلى الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة المنسحبين، لحماية أنفسهم من أى خرق. وقد بث ناشطون معارضون شريطا مصورا لبدء عملية الخروج ويظهر عددا من الرجال، بعضهم ملثم، وهم يصعدون على متن حافلتين خضراويين كما حمل بعضهم حقائب على ظهورهم وبدت فى الشريط حافلة ثالثة، إضافة الى سيارتين رباعيتى الدفع. وقد سمع صوت مصور الشريط وهو يقول «لحظة ركوب المقاتلين الحافلات ليخرجوا من الاحياء المحاصرة». وفى حال خلو المدينة من مقاتلى المعارضة، يكون الجزء الأكبر من محافظة حمص فى قبضة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل فى الريف الشمالى مثل تلبيسة والرستن.