تم عرض الفيلم فى دور السينما... ماذا حدث... هاجت الدنيا وثار الجميع سواء من شاهد الفيلم أو من لم يشاهده.. ولما سألنا لماذا كل هذه الثورة؟... قيل دفاعا عن القيم والأخلاق... لم أشاهد فيلم (حلاوة روح) ولست معه أو ضده، ولكن ما يثير دهشتى كل هذه الضجة وكأنه الفيلم الوحيد فى مصر الذى ضد الأخلاق والأعراف والأديان... فكم من أفلام ومسلسلات وأغان مصرية هابطة يتم إنتاجها وتذاع على مدى اليوم، ولا تحرك ساكنا... وللأسف لم تعد المنتجات الفنية المصرية فقط هى الخطر الوحيد على أولادنا وشبابنا بما تحويه من خلاعة وعرى وعنف ومخدرات.. بل تم غزو عقول هؤلاء الشباب بأنواع أخرى من الفنون (طبعا غير النت وهذا ليس مجاله) منها التركى والمكسيكى والبرازيلى وسوف أتحدث هنا عن المسلسلات التركية، وما تحويه من أفكار مدمرة مثلها مثل السم فى العسل تدغدغ مشاعر الشباب والمراهقين وتجذبهم لمحاكاة نماذج تظهر لهم الحربة بأسلوب فى ظاهره الرحمة، وفى باطنه العذاب... فهذا مثلا مسلسل يدافع الابن عن أمه المطلقة وإخوته بضرب الأب الظالم وإهانته، الابنة الكبرى تعشق زميلها وتذهب الأم لتجد ابنتها بملابس النوم فى منزله، وكل ما أزعجها وتسبب فى قلقها فقط هو تأخير ابنتها عن ميعاد العودة للمنزل... أما الابنة الصغرى فقد تزوجت شقيق حبيبها الأصغر والمريض بمرض عضال فى صفقة تؤمن لها حياة الرفاهية والثراء، ومع ذلك تستمر فى حب الشقيق وتهرب معه، ويتم طلاقها من الأخ الأصغر، وتتزوج الحبيب بلا عدة فينتحر الشقيق المريض.. هذه الأعمال التى تدعو صراحة للفسق والفجور، والتى تنافى الآداب العامة تنتشر كالنار فى الهشيم فى جميع الفضائيات، ولم نشاهد ولو ربع الثورة التى اندلعت ضد الفيلم المذكور... يا سادة هناك هجمة منظمة ضد وقيمنا وأخلاقنا وأدياننا إنه غزو واستعمار للعقول، وقد قال أجدادنا (الزن على الودان أمر من السحر). لمزيد من مقالات سعادة حسين