مع بدء تطبيق منظومة جديدة لتوزيع الخبز المدعم على المواطنين، فى خطوة جادة من وزارة التموين لتخفيف العبء على المواطن، تباينت ردود الأفعال حول إمكانية الاستفادة من هذه التجربة التى تتضمن تخصيص حصة من الخبز شهريا لكل صاحب بطاقة تموين حسب عدد أفراد الأسرة, وللمواطن الحق فى صرف كمية من الخبز والتى تصل إلى 150 رغيفا شهريا بسعر خمسة قروش للرغيف، وسيتم احتساب عدد الأرغفة بالبطاقة بعدد من النقاط، وكلما وفر المواطن فى استخدام الخبز وفر أيضا فى النقاط ، وتمثل النقطة رغيفا، وسيحصل مقابل هذه النقاط على سلع مجانية من التاجر التموينى المقيد عنده، بالإضافة إلى حصته الشهرية من السلع التموينية، المقررة على بطاقة التموين الذكية. وقد اختلفت ردود أفعال الأطراف الثلاثة المتعلقة بالتجربة وهم المواطن ومفتش التموين وصاحب المخبز، حيث عبر كل طرف عن رؤيته للفكرة ومدى قناعته من إيجابياتها وسلبياتها .. «الأهرام» رصدت الآراء فى هذا التحقيق . فى البداية يقول الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية إن منظومة توزيع الخبز باستخدام الكروت الذكية تهدف إلى القضاء على فوضى توزيع الخبز على مستوى المحافظات ، وتسليمه للمواطن بأسلوب حضاري، كما أن المشروع يوفر الخبز بكميات كبيرة وبجودة عالية ، ويقضى على الطوابير المتكدسة أمام المخابز لنرتقى بمنظومة استلام وتوزيع الخبز، كما نحافظ على كرامة المواطن وآدميته ، ويباع الخبز بالسعر الرسمى وهو 5 قروش فقط للرغيف، كما أن المواطن سيحصل على سلع مجانية أخرى مقابل ترشيد استهلاكه. وأضاف الوزير أن التجربة رائدة حيث بدأ تنفيذها فى محافظة بورسعيد ولاقت ترحيبا كبيرا من المواطنين، ثم تستكمل فى محافظة الإسماعيلية أول مايو فى إطار منظومة شاملة لتطوير عمل المخابز لاستخدام الكروت الذكية فى استلام الخبز، وانطلاقها كمرحلة أولى بمدن القناة ليكتمل تنفيذها على باقى المحافظات بعد ذلك . وأوضح حنفى أن المنظومة تتضمن تخصيص حصة من الخبز شهريا لكل صاحب بطاقة تموينية، وله الحق فى الحصول عليه فى أى وقت من اليوم على مدار الشهر ومقابل عدد الأرغفة يتم تسجيل نقاط فى البطاقة. وأكد أن كل مواطن صاحب بطاقة تموينية يكمنه أن يوفر فى استهلاك الخبز بالتالى سيوفر فى عدد النقاط بالبطاقة، وسيحصل مقابل هذه النقاط على سلع غذائية مجانية من التاجر التموينى التابع له بالإضافة إلى السلع التموينية المخصصة شهريا على البطاقات التموينية. وأوضح الوزير أن المواطن سيشترى الخبز مباشرة من المخبز عن طريق بطاقات التموين الذكية، وسيتم استخراج بطاقة ذكية مخصصة لشراء الخبز فقط لأى مواطن ليس لديه بطاقة تموينية بدون شروط. وكشف الوزير عن أن هناك بطاقات مخصصة لصرف حصص الخبز المجمعة للمستشفيات ودور الأيتام ، بالإضافة إلى الكارت الذهبى الذى سيكون مع مفتش التموين المخصص للمخبز الذى سيبيع الخبز للمواطنين الذين لا يملكون أى بطاقات ذكية. وأكد الوزير أن المنظومة الجديدة لن تحرم أصحاب المخابز من حقوقهم المالية التى يحصلون عليها من الوزارة ، وهى الحوافز الشهرية المقررة لهم لإنتاج خبز مطابق للمواصفات ، كما سيحصل صاحب المخبز على فارق تكلفة الإنتاج فورا بعد بيع الخبز للمواطنين ، وستكون هناك عقوبات رادعة ضد المخالفين بهدف الحفاظ على الدعم من الإهدار . وقال إن الوزارة ستشترى الرغيف من المخبز الذى يعمل بالسولار بسعر 7.33 قرش والذى يعمل بالغاز 3.33 قرش، وتقوم بتحويله إلى حساب صاحب المخبز فى البنك لحظة مرور بطاقة بيع الخبز الإلكترونية فى ماكينة صرف الخبز. وأوضح حنفى أن دعم الخبز البلدى يصل إلى نحو 20 مليار جنيه سنويا ، لذلك سيتم استخدام الكروت الذكية لتوزيع الخبز لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه ، وتشمل خطة الوزارة حصول المواطن على الخبز سواء من المخبز أو منافذ التوزيع من خلال الكارت الالكترونى لضمان قيام صاحب المخبز بإنتاج حصته من الدقيق كاملة ، وعدم تسريبه للبيع بالسوق السوداء . وأشار الوزير إلى أن ملامح الإستراتيجية الجديدة هى رفع كفاءة أساليب شراء القمح والتداول بهدف القضاء على المهدر منه وتحرير أسعار الدقيق المدعم لرفع جودته والحفاظ على الدعم المخصص للرغيف . ويقول عادل حمزة مدير إدارة تموين المحلة الكبرى التى تتميز بالعديد من المجمعات الاستهلاكية والتجار التموينيين إن التجربة الجديدة متميزة وستسهم فى القضاء على تجار الخبز الذين يحصلون على كميات كبيرة منه بدون حق لاستخدامها كعلف للحيوانات ، ويحرمون آخرين من الحصول على الخبز. وأضاف حمزة أن الفكرة إيجابية وتهدف إلى زيادة وعى المواطن بأهمية دعم الدولة للسلع الغذائية ، ودوره كمواطن وشريك أساسى فى الحفاظ على موارد الدولة الأساسية ، كما أن فكرة شراء الخبز بالكارت الالكترونى تمثل ضربة قاسمة لمهربى الدقيق المدعم. ويرى سالم صبحى مفتش تموين أن التجربة تعد إحدى وسائل القضاء على المتاجرين بقوت الشعب ، وتهدف إلى اتباع طريقة آدمية لبيع الخبز عبر الطرق الشرعية ، ومنع التوزيع العشوائى للخبز خاصة فى المدن الصناعية التى تتميز بكثافة السكان . وأضاف أن عددا من المواطنين يتاجرون فى الخبز المدعم ، بالتعاون مع بعض أصحاب المخابز ، لذلك فإن التجربة ستقضى على أصحاب المصالح فى تهريب الخبز ، وستغلق «ماسورة» الفساد التى يستفيد منها عدد كبير من المواطنين ، ويهدرون الدعم المخصص للمواطنين . أما عبد النبى المصرى مفتش تموين فيؤكد ضرورة تنفيذ الفكرة بصورة عاجلة لمنع التلاعب فى حصص المخابز، ولضمان حق المواطن فى الحصول على رغيف بجودة عالية ومطابق للمواصفات ، وأن يصل الدعم إلى مستحقيه ، ويهدف إلى القضاء على تسرب الدقيق إلى السوق السوداء. أما الطرف الثانى فى المنظومة هم أصحاب المخابز الذين يعترضون على المشروع تماما ، ويرفض عدد كبير منهم المشاركة ضمن المنظومة، ويروون أنها غير عادلة فى توزيع الخبز وتسبب لهم خسائر فادحة . وبكلمات غاضبة يقول عبد النبى توفيق صاحب مخبز إن مشروع توزيع الخبز بالكارت الإلكترونى بعد تحرير سعر صرف الدقيق فاشل وغير عادل ويؤدى إلى زحام شديد على بعض المخابز دون البعض، وزيادة الأعباء على صاحب المخبز خاصة أن هناك مناطق مزدحمة بالسكان وأخرى هادئة بالتالى سيتأثر صاحب المخبز بالنظام الجديد . ويطرح عبد النبى رؤيته حول المشروع قائلا : لا بد من توحيد حصص الدقيق على مستوى المخابز ، حيث يحصل بعض المخابز على 22 جوالا ، بينما يحصل مخبز مجاور له على 5 أجولة ، الأمر الذى يؤدى إلى خسارة كبيرة على صاحبه. وبنبرة حزن يقول ياسر محمد جمال صاحب مخبز إن النظام الجديد غير مقبول لدى معظم أصحاب المخابز لأنه سيحولها إلى مخابز قطاع خاص ، خاصة بعد أن نشترى الدقيق بالسعر الحر وبالتالى سيتم بيع الخبز على البطاقة التموينية . وأشار ياسر إلى أن الأزمة تتفاقم بين أصحاب المخابز خاصة مع توقف صرف الحوافز والمكافآت منذ شهر فبرابر الماضي، الأمر الذى يؤدى إلى حدوث أزمة كبيرة بسبب توقف صرف الدقيق المدعم للمخابز حيث إن تكلفة إنتاج الخبز تتزايد سواء « أجور عمال كهرباء مياه صيانة». أما الطرف الثالث فى المنظومة وهو المواطن فيرحب بالفكرة ويقول محمد عبد اللطيف بالمعاش إن المشروع سيحد من الزحام الشديد أمام المخابز ، ويمنع تهريب الدقيق ، ويحد من فوضى توزيع الخبز حيث يحصل عدد كبير من المواطنين على كميات كبيرة من الخبز بدون وجه حق. وتقول سامية السعيد ربة منزل إن النظام الجديد سيؤدى إلى سهولة فى الحصول على الخبز بدون الوقوف لساعات طويلة أمام المخبز ، كما أنه سيسهم فى تخفيف الضغط على المخابز ، حيث سيحصل كل صاحب بطاقة تموينية على احتياجاته فقط بدون مبالغة فى شراء الكمية التى يريدها فقط .
