نادراً ما كان يعلن الفنان عن رأيه السياسي، خوفًا من أن يؤثر ذلك على شعبيته، بشكل أو بآخر، ولكن مع قيام ثورة يناير، تغير الأمر تماماً، وأصبحنا نشاهد الكثير من الفنانين في المظاهرات، والبعض الآخر يعبر عن رأيه السياسي، وكل ما يدور حوله، بشكل واضح ومحدد، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في حوارتهم الصحفية والتليفزيونية، وصار هناك فنانون يصنفون على أنهم «سياسيون»، وأصحاب وجهات نظر، وهذا ما ينعكس بشكل كبير على الفترة الحالية، خصوصا ونحن مقبلين على الانتخابات الرئاسية التى ستجري في مايو المقبل. بدء الكثير من الفنانين يعبرون عن موقفهم السياسي ويعلنون أي مرشح سيؤيدونه ويقفون في صفه، بغض النظر، عن تأثير ذلك علي شعبية أي واحد فيهم، فهناك من اختار بشكل واضح الوقوف في صف المرشح المحتمل للرئاسة حمدين صباحى ومنهم المنتج محمد العدل، والفنانة الشابة راندا البحيري، وبعض نجوم السينما المستقلة، والغناء المستقل، باعتباره، مرشحهم الثورى، في حين أن معظم النجوم السوبر ستارز، وكثير أيضاً من النجوم الشباب أعلنوا عن اختيارهم للمشير عبدالفتاح السيسي، باعتبار أن اختياره ضروريًا في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، ومنهم النجم نور الشريف، وعادل إمام، ومحمد صبحى، والنجم القدير عزت العلايلي، وحسين فهمى، وليلي علوي، ويسرا، والهام شاهين، ومحمد هنيدي، وأشرف عبد الباقي، وهانى رمزي، والنجم هانى شاكر، والعديد من صناع السينما من المخرجين والكتاب، ومنهم بشير الديك، وبعضهم شدد على أن المشير هو رجل المرحلة، والذي يأملون منه أن يستعيد الأمن والأمان، ويعمل على حماية مصر والحفاظ على هويتها الثقافية والفنية. يؤكد الكثير من المتابعين لتلك الحالة أن الفنان مواطن، مثل باقي المواطنين، من حقه أن يعبر عن رأيه في كافة الشئون السياسة والاجتماعية، وسابقاً كان الفنانون يخشون من البوح بآرائهم في أي مسألة سياسية، حتى لا يخسر ولو عددا قليلا من جمهوره، ولكن المعادلة تغيرت الآن، خصوصا في ظل التطور التكنولوجي، والأساس في المسألة أن المبدعين هم قادة التنوير، كما أننا لو نظرنا لكل دول العالم من حولنا سنجد أن الفنانين والمبدعين فاعلون ومؤثرون في الحياة العامة، مثلما نشاهد في الانتخابات الأمريكية، حيث نجد أن النجم أو الفنان لا يكتفى فقط في الإعلان عن اسم مرشحهم، بل يحثون جمهورهم ومعجبيهم على تأييد مرشحهم، والتصويت لصالحه، بكافة أشكال الدعاية الممكنة، وهذا ما شهدته الانتخابات الأمريكية الماضية والتى تنافس فيها أوباما مع رومني، وجاء في مقدمة هؤلاء النجوم الذين أعلنوا انحيازهم لأوباما ومنهم ملكة البوب الأمريكية مادونا، فقبل غنائها في إحدى حفلاتها ألقت خطاباً مطولاً تدعو فيه جماهيرها لتأييد مرشحها أوباما في الانتخابات الرئاسية. بينما كانت نجمة الغناء الأمريكية بيونسيه، وزوجها نجم «الهيب هوب» «جاي زي» أيضًا في مقدمة مؤيدي أوباما، حيث وضعت بيونسيه مقطعًا من الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» لدعم الحملة الانتخابيه للرئيس الأمريكي أوباما، وقرأت فيه رسالة تقدير لسيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما قائلة: «إن ميشيل مثال للمرأة القوية الأمريكية من أصل افريقي». وأضافت: «هي أم تعتني ببناتها جيدًا، وهي زوجة محبة، وفي الوقت نفسه هي السيدة الأولى في أمريكا، فبغض النظر عن الضغوط أو الصعوبات التي تتعرض لها بسبب تسليط الضوء عليها فهي متواضعة ومخلصة ومحبة»، وقاما أيضاً بتنظيم حفل خيري في منزلهما، ذهب عائدها لحملة أوباما الانتخابية. ونفس الحال بالنسبة للنجم الأمريكى جورج كلونى والذي تربطه صداقة قوية بأوباما، ولم يكتف وقتها بإعلان تأييده، بل قام بعمل حفل خيري كبير دعا له العديد من كبار رجال الأعمال، للتبرع لدعم حملة أوباما، وقامت النجمة كاتى بيري بوضع صور أوباما على أظافرها ولم تكتف بذلك، بل ظهرت في إحدى حفلاتها وهي ترتدي فستاناً مثل بطاقة التصويت في الانتخابات الأمريكية ومكتوبا عليه اسم أوباما ونائبه في خانة والأخرى اسم رومني ونائبه وعلامة التظليل على أوباما ونائبه، إشارة إلى أنها سترشحه في الانتخابات. في حين أن كلينت ايستوود وليندسي لوهان أعلنا تأييدهما لرومنى، والذي حظى بدعم أقل من تأييد النجوم ولم يفز في النهاية.