تحت عنوان الديكتاتور كانت مسرحية المسرح الحديث التي بدأت هذا الأسبوع وربما في مناسبة مرور عام علي الثورة المصرية التي كان موقعها علي بعد خطوات فقط من موقع المسرح الحديث الذي يقع في شارع قصر العيني. المهم أنني سعدت بأن العرض الذي سأشاهده لمؤلف فرنسي كبير هو جول رومان, ولكن ما إن بدأت المسرحية حتي وجدت أنها بعيدة تماما عن أي كاتب أجنبي أو عالمي. بداية العرض كانت عن الثورة المصرية بكل تفصيلاتها منذ البداية وفي موقعة الجمل التي تمت فيها مهاجمة الثوار بصورة بالغة الشراسة ثم سقوط الشهداء والمصابين. لكن ربما الفصل الثاني كان في نهايته وليس بدايته ما يقدم لنا ملامح أو تصرفات وعنجهية الديكتاتوريات وبالطبع من يرأسها وهو ما يطلق عليه الديكتاتور وهو اسم المسرحية التي تناقش في الأصل كيف تهان الشعوب في ظل هذه الأنظمة الاستبدادية. وهنا كان يجب أن يقدم اسم ما أعتبره المؤلف الحقيقي وهو خميس عز العرب أو يقال إنه كتب هذا العمل عن الكاتب جول رومان, خاصة أن المسرحية ضمت في نصها ما يشير إلي بعض حركات المتشددين باسم الإسلام الذين يحرمون تقريبا كل شيء. وقع عبء تقديم شخصية الديكتاتور علي بطل المسرحية أحمد سلامة الذي أداه بمنتهي الحرفية مجتهدا بصورة بالغة التميز إلي جانب مجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات خاصة القدير سعيد طرابيك والفنانة التي تصعد بمنتهي السرعة في أدوارها سواء السينمائية أو المسرحية وهي انتصار. المخرج هنا هو حسام الدين صلاح الذي اعتمد علي ديكور جيد بالفعل لصلاح حافظ مع موسيقي أحمد رمضان,ولعل أجمل ما فيها أنها كانت حية بمعني أنها من خلال أوركسترا حية وليست موسيقي مسجلة ساعدت مطرب العرض تامر عاشور علي تقديم أغنياته بصورة لها بريقها في العرض. حسام صلاح مخرج المسرحية قدم حركة جيدة للممثلين والممثلات خاصة وهم أعداد كبيرة ولكن كان المفروض أن يختصر من العرض ويبتعد عن الإطالة التي عادة ما تضر بالعمل. لكن برغم هذا فهو عمل يحسب للمسرح الحديث الذي يديره حاليا الفنان الشاب جمال عبدالناصر.