في الذكري الأولي لثورة يناير المجيدة التي دافع عنها بكل قوة, وطالب بها في كلماته الجريئة التي عشقناها لسنوات طويلة وكانت ملاذ الضعفاء وذوي الحاجات, كلماته التي أرسي بها دعائم الكلمة الحرة التي لا يبغي بها سوي الله والوطن. تذكرت ما كتبه في أحد مقالاته التي أضعها علي واجهة مكتبي لأسترشد بها عند كل مكروه, ومن هنا عرفت معدن هذا الرجل, ومن أهم نصائحه لقرائه ابتسم فهذا لا يكلفك شيئا ولكنه لا يقدر بمال وابتعد عن الأماكن المشبوهة فالأحداث السيئة لا تحدث إلا هناك, واقلب أعداءك إلي أصدقاء, وحين تقول لك والدتك سوف تندم علي فعل ذلك تأكد أنك ستندم عليه, ولا تجعل الشيطان يخدعك مهما يبدل ثيابه أو ملامحه, ولا تيئس أبدا واحتفظ بخط الرجعة. هذا هو منهج أستاذي الراحل لبيب السباعي الذي زاملته في قسم الأخبار لسنوات طويلة, لم يغضب أحدا ولم تفارق الابتسامة وجهه, ولم يتأخر في اتخاذ ما يطلب منه بل يكلف الزملاء في قسم الأخبار بالإنجاز كل في تخصصه وانفرد هو بقضاء حوائج أولياء أمور الطلاب وإضفاء البسمة علي وجوههم في أول كل عام دراسي وتذليل العقبات وكسر الروتين لإلحاق الطلاب في مراحل التعليم المختلفة, إنها فرحة لا تعلوها فرحة, عشرات بل مئات قرارات العلاج علي نفقة الدولة لمرضي بسطاء يرسلها لي يوميا لإنهاء إجراءاتها ويتابع التنفيذ.