لأنها بداية فلابد أن تكون لها نهاية.. ولأنها أول فمن الضروري أن يكون لها آخر.. ولأنها حياة.. فمن المؤكد أنها ستنتهي إلي موت. حتي عام1975 وقت أن التحقت بالأهرام محررا تحت التمرين- لم أكن أعرف ملامح وجه لبيب السباعي فقد كان بالنسبة لي ولغيري من طلبة قسم الصحافة في كلية الآداب وقراء الأهرام- رغم أن الفارق بين عمرينا سنوات قليلة للغاية- سوي محرر شئون التعليم وصحفي متميز يزامل عشرات آخرين من صحفيي الأهرام المتميزين.. فلم نكن حتي تلك اللحظة نعرف لبيب السباعي الإنسان. في مارس75 جاورته في قاعة الإجتماعات بمبني الحلم الأهرام ووقتها عرفت لبيب الإنسان.. إقتربنا وأصبحنا صديقين.. ومنذ اللحظة الأولي أدركت أنه يحمل من اسمه الكثير فهو بالفعل لبيب. سنوات تمر وأتأكد من أن من اخترته أخا وإختارني صديقا بالفعل إنسان تسكنه متاعب الآخرين.. يبتلع أحزانهم.. يتحمل إحباطاتهم.. يسعي لينتشل نفوسهم من دوامة الضياع.. لبيب كنت قد فاجأتني في الحادية عشرة من مساء الثلاثاء10 يناير الحالي برسالة علي الموبايل ما أزال وسأظل أحتفظ بها أشم رائحة الموت.. تعبان قوي.. ياتري هتكتب عني إيه يا حبيبي؟ لبيب.. الألم يشق ضلوعي.. والقلب يوجعه الفراق.. والقلم قد عجز عن أن يكمل.. ولذا فإنني أعتذر عن عدم إجابة طلبك. لبيب.. ليتني ما كنت قد عرفتك.. ما كنت قد اقتربت منك.. فقد غدرت بي ورحلت دون أن تودعني!! عبد العظيم درويش