«إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الآخرين بالطوب».. مثل عربى شهير، يبدو أن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة لم يسمع به من قبل، ربما لأنه لم يعتد أن يسمع سوى أصوات الأمريكان القابعين حوله فى قاعدتى العديد والسيلية. فالشيخ تميم بدلا من أن يعتذر فى كلمته أمام القمة العربية أمس، عن الدور القطرى فى تفجير الدول العربية، ودعم العناصر الإرهابية ماديا وسياسيا وإعلاميا لزعزعة الاستقرار، استمر فى ممارسة نفس الدور رغم بعض الكلمات المعسولة وتدخل من جديد فى شئون بعض الدول العربية ليدافع عن الجماعات الإرهابية، وينصح ذاك بالحوار وينعت ذاك بالفشل، ويرفع لواء المدافع عن الفلسطينيين. ويتناسى الأمير ما فعله النظام القطرى من تنكيل بأبناء بلاده لمجرد الشك فى اختلافهم معه بالرأى، وكان آخرهم الشاعر محمد بن الذيب العجمى، الذى تم الحكم عليه فى نوفمبر قبل الماضى بالسجن 15 عاما، لمجرد كتابته قصيدة ينتقد فيها الحكومات الملكية باسم «كلنا تونس ثورة الياسمين». ولعل المسئولين فى الحكومة القطرية، يذكرون أميرهم بما فعلوه مع أكثر من خمسة آلاف مواطن قطرى من فرع الغفران بقبيلة آل مرة، حيث تم سحب الجنسية القطرية منهم وفصلهم من أعمالهم، وحرمانهم من جميع امتيازات المواطنة، مثل العلاج والتعليم ومزاولة النشاط التجاري، كل ذلك لمجرد تأييد بعض أفراد هذه القبيلة الشيخ خليفة آل ثان الذى أطاح به فى حركة غادرة نجله حمد بن خليفة والد الأمير تميم، وقفز على الحكم بدلا منه. ألم يقرأ الأمير تميم التقارير التى ناقشها مجلس حقوق الإنسان فى جنيف عن «شرعنة الاحتجاز التعسفى والسرى» فى قطر عبر بعض التشريعات الاستثنائية، مثل قانون حماية المجتمع، ومطالبة منظمات حقوق الإنسان الحكومة القطرية باتخاذ التدابير اللازمة لمحاربة الحرمان من الجنسية، لأنه ليس من المعقول ونحن فى القرن الحادى والعشرين أن يعيش إنسان فى بلده دون جنسية! إلى جانب تنديد هذه المنظمات بعمليات الاعتقال القسرى فى قطر، واحتجاز الأشخاص مددا غير محددة فى مبانى أمن الدولة دون أى إجراءات قضائية، وعمليات التعذيب البدنى والنفسى التى يتعرضون لها. وإذا كانت قطر حريصة على الشعب الفلسطينى، فلماذا تتعاقد مع شركات أمنية لها علاقة بإسرائيل لحماية ملاعبها فى بطولة كأس العالم 2022 ؟!، ولماذا لم يستخدم الأمير تميم العلاقات القطرية الإسرائيلية المتميزة فى إقناع أصدقائه الصهاينة بإتمام عملية السلام مع الفلسطينيين؟!. وبمناسبة كأس العالم، ما هو موقف الأمير من التقارير العالمية، التى تتحدث عن عمليات السخرة والأعمال اللاإنسانية التى تتعرض لها العمالة المشاركة فى بناء ملاعب كأس العالم؟! الملف كبير جدا.. والفضائح والفظائع كثيرة.. لكن بعض أمل ولو ضئيلا فى أن تعود قطر إلى الصف العربى يجعلنا نصمت الآن عند هذا الحد. لمزيد من مقالات رأى الاهرام