محمية «جبل علبة» من أهم مناطق التنوع الإيكولوجى المصرية الرائعة، فمن يسير بمحاذاة مياه البحر الأحمر فى اتجاه الجنوب، يرى على يمينه مناطق جبلية غير التى يشاهدها فى الصحارى المصرية، عبارة عن خضرة، وجنان ممتدة، وأنواع نباتية غاية فى الجمال، والتنوع، وهى تنحدر من الجبال، وتمتد حتى سفح البحر. وعلى الجانب الآخر ترى النقيض تماماً حيث زخم بيئات ومخلوقات أخرى لها قدرة هائلة على التكيف، والعيش مع تلك البيئات التى تحتضنها المحمية التى تبلغ مساحتها 35 كيلو مترا مربعا.. لكن هذه الحياة معرضة للتهديد بفعل بعض العوامل. بهذه المقدمة بدأ الخبير والباحث البيئى أسامة غزال - مدير محمية «علبة» سابقاً - حديثه متحدثا عن الحياة البرية بجبل «علبة».. يقول: «تثرى المحمية بأشجار المانجروف والشعاب المرجانية وأكثر من 458 نوعاً نباتياً تمثل 25% من التنوع النباتى المسجل فى مصر، وترسم نباتات علبة تلك اللوحة الخضراء المبهجة فوق المنحدرات وقمم الجبال وفى مجارى الوديان المخترقة له، ومن أهم الأشجار المميزة له شجرة الأنبت أو التنين التى تنمو فوق القمم الصخرية للجبال، ويتراوح طولها بين 3 و6أمتار، وقد كانت مهددة بالاندثار، وتم إنقاذها ببرنامج علمى دقيق». ويضيف: أما الوديان أسفل الجبل فغنية ببيئات مدارية من غابات الأكاسيا أو السنط أو كما يطلق عليه قبائل البشارية أسماء السمر واللاوو والتاواى وغيرها من الأسماء، كما توجد بالمحمية نباتات الأراك الذى يصنع منه السواك والتنضب والكاموب واللالوب أو بلح السكر والمئات من الأشجار الأخرى المجهوله أقصى جنوب مصر. (وهنا يأتى دور البحث العلمى لعلم النبات لتكثيف الدراسة لتلك الأشجار ). عن الحيوانات المميزة لجبل علبة يضيف أسامة غزال: يتميز جبل علبة بتنوع كبير نسبياً من الحيوانات حيث يعيش به 23 نوعاً أهمها الغزال والكبش الأروى أو خروف الجبل والتيتل أو الماعز الجبلى والحمار البرى النوبى والكاراكال والثعالب والقطط البرية وقط الرمال والوبر والنمر الأفريقى وغيرها، كما يوجد40 نوعاً من الزواحف المختلفة، ومسجل 41 نوعاً من الطيور المقيمة منها ما هو نادر، ولا يوجد بمنطقة أخرى سوى بعلبة مثل الدقناش وردى الصدر و173 نوعا من الطيور البحرية و23 نوعاً من الثدييات، وبعض البرمائيات. ويتابع أنه يوجد نوعان من المانجروف يغطيان مساحات فى عشرة مواقع، أما الفقاريات البحرية بالجزء البحرى من المحمية فتنوعها يصل إلى 2441 نوعا، كما تزخر حدائق المرجان الرائعة البكر بعدد 123 نوعاً من الشعاب المرجانية الرخوة والصلبة التى تمتد من جمصة حتى حلايب، وكذلك السلاحف البحرية والنسر الأفريقى. عن مدى التهديد الذى تتعرض له الحياة البرية فى «علبة» يجيب الباحث البيئى: للأسف الكثير من الحياة البرية التى تجعل تراكيب التنوع النباتى والحياة البرية المعتمدة عليه التى ليس لها مثيل فى أى مكان فى العالم مسجل فى القائمة الدولية للاتحاد الدولى لحماية الطبيعة كالأنواع المهددة بالانقراض مثل الكبش الأروى والتيتل والنمر الأفريقى. ويبقى السؤال الأهم، وهو عن مصادر التهديد التى تنذر بخطر انقراض، واندثار العديد من عناصر التنوع للحياة البرية بجبل علبة. يجيب غزال: نعم.. المحمية تتعرض لكثير من التهديدات التى يتعرض لها التنوع البيولوجى بمحمية جبل علبة، ومنها تهديدات داخلية تشمل: صيد الحيوانات البرية، والصيد البحرى والجمع للكائنات البحرية، والزراعة داخل المحمية، والتفحيم، والتحطيب، وجمع الأخشاب، والجفاف وتغيرات المناخ، وتغير وتحول ملكية واستخدامات الأراضى بالمحمية. ويتابع: هناك أيضا تهديدات خارجية كالأنواع الغازية بالمحمية، وصيد الحيوانات البرية، لكن جهاز شئون البيئة من خلال حماة المحميات الموجودين بالمحمية يحاولون القيام بكثير من الأنشطة التى تحافظ على تلك المحمية، ومنها القيام بأعمال الأبحاث والمراقبة البرية والبحرية لمتابعة موارد المحمية وتحديدها والسيطرة على مناطقها، والقيام بإنشاء المسارات الإرشادية واللافتات بمناطق المحمية، وتنظيم دوريات للسيطرة، والتحكم بها للحد من المخالفات داخل مناطق المحمية