أعلن الجيش السورى أمس استعادة السيطرة على تلال جنوب شرقى مدينة يبرود فى منطقة القلمون ،على الحدود مع لبنان شمال العاصمة دمشق، مما مكنه من وضع يده على موقع استراتيجى كانت تسيطر عليه المعارضة المسلحة منذ عدة أشهر . وبث التليفزيون السورى مشاهد من مشارف يبرود وقال إن الجنود يواصلون تقدمهم داخلها، وإن الجيش فرض حصارا على الجزء الغربى من المدينة قبل أن يدخلها من جهة الشرق.وإوضح مصدر عسكرى لرويترز أن القوات السورية فى يبرود فى المراحل النهائيةمن إخراج مقاتلى المعارضة الذين صمدوا هناك على مدى شهور، وبدأت إبطال مفعول قنابل زرعها المسلحون على الطرق. وتمثل يبرود المعقل الرئيسى الأخير لمقاتلى المعارضة قرب الحدود اللبنانية شمالى دمشق وسيساعد الاستيلاء عليها الرئيس بشار الأسد فى تأمين الطريق البرى بين معقله الساحلى المطل على البحر المتوسط وبين العاصمة دمشق والتضييق على خط إمداد للمقاتلين عبر الحدود من لبنان. يأتى ذلك فى وقت، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" "قصف بلدة اللبوة ذات الغالبية الشيعية بشرق لبنان أمس بخمسة صواريخ من نوع كاتيوشا. وقالت داعش فى بيان لها أمس إنها قصفت"معقل حزب الله انتقاما لأهلنا أهل السنة فى يبرود" حسب البيان. وفى القاهرة، طالب وزير الخارجية نبيل فهمى باستئناف مفاوضات اجتماعات جنيف واستبعاد أى من الموضوعات الرئيسية المطروحة للتفاوض بما فى ذلك هيئة الحكم الانتقالية التى نصت عليها وثيقة جنيف فى 30 يونيو2012، معبرا عن تضامن مصر مع الشعب السورى فى معاناته اليومية بسبب الصراع الجارى على الأرض. جاء ذلك فى بيان لوزارة الخارجية صباح أمس فى ذكرى مرور ثلاثة أعوام على الأحداث فى سوريا، مؤكدا أنه لن يكون هناك حل عسكرى لهذه الأزمة، فسوريا تحتاج إلى جهد ودعم عربى ودولى ضخم لإعادة بناء نفسها وهو ما لن يتحقق باستمرار السعى نحو حسم المسألة عسكرياً على نحو يزيد الخسائر الفادحة فى البشر والبنية التحتية بشكل يومى. كما عبر فهمى عن دعم مصر لجهود المبعوث العربى الدولى المشترك الأخضر الإبراهيمى مشيداً بآدائه وجهده وبخبرته الواسعة فى التعامل مع الأزمات الكبرى، ،قال إن المطلوب هو التعاون معه لحين التوصل إلى إنهاء هذه الأزمة التى لن يستفيد أى طرف من استمرارها على هذا النحو . وطالب فى هذا السياق ، بسرعة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2139 بهدف التخفيف من معاناة الشعب السورى الذى تحمل حتى الآن ما يصعب تحمله، وبهدف توفير الحد الأدنى من أسس التفاوض السياسى والتوصل إلى الحل المطلوب . وفى غضون ذلك، ناشد وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير ، نظام الرئيس السورى بشار الأسد أن يوقف استخدام العنف ضد شعبه وأن ينتهى من تعطيل مساعى الوساطة التى يقوم بها المجتمع الدولي. وطالب - فى تصريح له أمس - بإعطاء فرصة لجهود المبعوث الدولى الخاص الأخضر الإبراهيمى من أجل تحقيق السلم فى سوريا وللقوى المتشددة فى داخل المعارضة، التى لم تعتمد حتى الآن سوى آلية استخدام العنف والإرهاب. وفى فيينا، أكد الناشط السورى بجبهة الائتلاف الوطنى السورى المعارض الدكتور تمام الكيلانى بفيينا ، أن رئيس المجلس الوطنى السورى المعارض جورج صبرا أكد خلال لقائه مع رئيس أساقفة الكنيسه الكاثوليكية فى النمسا الكاردينال كريستوف شونبرن، أن اللعب على الطائفية وأوضاع الأقليات تعد من ألاعيب النظام السورى من أجل الاستمرار فى السلطة ، موضحاً أنه لا خوف على الأقليات فى سوريا التى عرفت عبر تاريخها التنوع والتعايش بين المسلم والمسيحى و العلوى و الدرزى، واكد رفض المعارضة السورية استغلال النظام لملف الطائفية وأن المعارضة ترفض فكرة تفريغ سوريا والمنطقة من المسيحيين ، داعياً النمسا إلى تقديم دعم أكبر لجهود الإغاثة فى سوريا خاصة فيما يتعلق بتحسين الظروف المعيشية لوضع اللاجئين.