فى ستينيات القرن الماضى كانت وزارة الثقافة تنشر عددا كبيرا من المجلات والدوريات المهمة مثل «المجلة» و«الفكر المعاصر» و«الكاتب» وغيرها ، ثم توقفت عن الصدور فى منتصف السبعينيات وعادت هيئة الكتاب فى ثمانينيات القرن الماضى لنشر مجلات أخرى كان بعضها متميزا مثل فصول التى نشرت النقد البنيوى فى العالم العربى وكانت تحت رئاسة عز الدين إسماعيل مجلة رائدة بالفعل واستكمل دورها الدكتور جابر عصفور عندما تولى رئاسة تحريرها، وكانت «إبداع» تحت رئاسة احمد عبد المعطى حجازى و«القاهرة» برئاسة تحرير غالى شكرى مجلتين مهمتين فى التصدى للفكر الظلامى ولكن أصبحت ابداع تصدر بصورة غير منتظمة ولم تعد مؤثرة فى الأوساط الثقافية كما كانت لأنها لم تتكيف مع تغييرات الواقع المحيط بها، ولم تتطور كما تتطور المجلات الثقافية فى العالم وفى دول عربية أصبحت تنافس مصر على الدور الثقافي،وتحولت «القاهرة» إلى جريدة،لا يمكن بحال من الأحوال أن نعتبرها جريدة ثقافية و يمكن القول إن «فصول» هى الوحيدة المتماسكة حتى الآن من بين مجلات ودوريات هيئة الكتاب، ويرجع ذلك إلى أن رئيس تحريرها الدكتور محمد بدوى أعاد صياغة دورها وجمهورها وحولها إلى دورية متخصصة فى النقد الثقافى بدلا عن النقد الادبى. وبعد تولى الدكتور احمد مجاهد، مسئولية هيئة الكتاب أعاد إصدار بعض المجلات بنفس مسمياتها فى الستينيات وهى «المجلة» و«الفكر المعاصر» واصدر مجلة جيدة للشباب هى «وصلة» وهى الوحيدة من وجهة نظرى التى تقدم مادة لجمهورها المستهدف.وللأسف فإن من يطالع «المجلة» أو «الفكر المعاصر» يترحم على مجلات الستينيات ويترحم على ما حدث من انهيار للثقافة المصرية يعبر عنه الفارق بين «مجلة»الستينيات و«فكر معاصر» الستينيات وما يصدر باسميهما الآن،وأنا اعتبر أن إصدار هاتين الدوريتين بمثابة إهدار للمال العام،مع كل الاحترام والتقدير لمن يتولى الإشراف عليهما ولكن كل نفس بما كسبت رهينة وليس كل مثقف أو صحفى يستطيع إصدار دورية ثقافية ناجحة ومقروءة. وأطالب الدكتور احمد مجاهد بان يوقف هذه المهزلة أو أن يغير أسماء ما يصدره من مجلات حتى تحتفظ مجلات الستينيات بسمعتها الجيدة ولا تتشوه بفعل ما يصدر الآن تحت نفس اسميهما. لمزيد من مقالات خالد السرجانى